تستمر المفاوضات بين الأحزاب الكردية في سورية، من أجل التوصل إلى “الوحدة”، وذلك تحت رعاية مباشرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
وتدور المفاوضات بين “حزب الاتحاد الديمقراطي” (pyd) من جهة و”المجلس الوطني الكردي” التابع لـ”الائتلاف الوطني السوري” من جهة أخرى، وتأتي بعد سنوات من القطيعة بين الطرفين، وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى الحل السياسي، بعد سنوات من العمليات العسكرية.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن قيادي رفيع في “المجلس الكردي” قوله اليوم الاثنين، إن نقاطاً خلافية تعترض المفاوضات بين الحزبين، وترتبط بـ 3 قضايا رئيسية.
أولى القضايا، بحسب القيادي هي تبعية “حزب الاتحاد الديمقراطي” السوري لـ”حزب العمال الكردستاني” التركي، وضرورة فك ارتباطه من أجنداته الخارجية.
أما القضية الثانية فتتمحور حول وجود قوتين عسكريتين كرديتين، وهي قوات “بيشمركة روج أفا” التابعة لـ”المجلس الوطني الكردي”، والموجودة في إقليم كردستان، بينما تعد “وحدات حماية الشعب” الكردية الجناح العسكرية لـ”حزب الاتحاد”، المسيطرة على مناطق شرق سورية.
ورحلت ثالث نقطة خلافية للجولة الثانية من المفاوضات، بحسب المسؤول من “المجلس الوطني”، وتركزت حول مصير “الإدارة الذاتية” المُعلنة منذ سنة 2014 من طرف واحد.
ويتمسك “المجلس الوطني” بتأسيس إدارة جديدة بجميع سلاسلها الخدمية والأمنية والاقتصادية، برعاية دولية، يكونون شركاء حقيقيين فيها، في حين يرى “حزب الاتحاد” أن “الإدارة الذاتية” مكسب كردي، وهناك إمكانية توسيع مشاركتها، على أن تشمل الأطر الكردية كافة، والحفاظ عليها وتطويرها.
وأشار المسؤول بالمجلس إلى أن ملف المعتقلين السياسيين لم يكشف عن مصيرهم.
ونقلت الصحيفة عن مفاوض بارز من “حزب الاتحاد” قوله: “المجلس مطلوب منه اتخاذ موقف واضح من الاحتلال التركي لمناطق كردية شمال سورية”، في إشارة إلى مدينة عفرين ورأس العين.
وأضاف المسؤول أنهم طالبوا بإشراك جميع الأحزاب الكردية في سورية، لا سيما أحزاب “الإدارة الذاتية”، الأمر الذي يتحفظ عليه قادة المجلس بهذه المرحلة، ويطالبون بإبقاء المحادثات المباشرة بين الطرفين المختلفين.
ويوم أمس السبت، كانت تركيا قد أكدت أنها لن تسمح بمحاولات كل من روسيا والولايات المتحدة لإضفاء الشرعية على “وحدات حماية الشعب”، والتي تعتبر أكبر مكونات “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، عبر السعي لدمجها في مسار الحل السياسي للملف السوري.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو إن روسيا والولايات المتحدة تحاولان دمج “الوحدات” في المسار السياسي السوري تحت اسم “قسد” أو السوريين الأكراد، مشيراً إلى أن روسيا كانت مصرة وحاولت جاهدة السير في هذا الطريق، قبل دخول “الوحدات” تحت سيطرة الولايات المتحدة بشكل كامل.
وأضاف جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة – السبت: “بدورنا كنا نخبرهم في كل مرة بأن هؤلاء لا فرق بينهم وبين حزب العمال الكردستاني (المصنف كمنظمة إرهابية)”، مشيراً إلى أن تركيا ليست ضد الأكراد بل ضد التنظيمات الإرهابية.
وتعتبر أنقرة أن “وحدات حماية الشعب” هي الذراع السورية لـ”حزب العمال الكردستاني”، والمصنف إرهابياً في تركيا وعدة دول غربية.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت حراكاً من أجل التوصل إلى “وحدة كردية” بين الحزبين (الاتحاد الديمقراطي، المجلس الوطني الكردي).
وقد دعمت محادثات الوحدة من قبل المجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.