“جامعة حلب الحرة” تفتتح أول كلية إعلام في شمال غرب سورية
افتتحت “جامعة حلب في المناطق المحررة”، أول “كلية إعلام واتصال” في منطقة شمالي غربي سورية، للعام الدراسي الجاري (2021 ـ 2022).
وفيما اعتبرت الخطوةُ حدثاً تعليمياً نوعياً للجامعة، لكنها كذلك تُعتبر تحدياً بسب النقص الكبير الذي تشهده المنطقة في كوادر تدريسية لتخصص الصحافة والإعلام، وهو ما دفع الجامعة للاعتماد على خدمة التعليم “أون لاين”.
وفي عامها الأول شهدت الكلية “إقبالاً جيداً”، إذ وصل أعداد الطلاب المستجدين إلى 100 طالب، و30 طالباً في السنة الثانية.
واعتبر الدكتور أحمد الطويل وهو عميد كليتي الإعلام والعلوم السياسية في “جامعة حلب في المناطق المحررة”، أنّ “أهمية افتتاح الكلية، تنطلق من حاجة المناطق المحررة إلى كادر إعلامي متخصص ينقل واقع المناطق المحررة والثورة السورية عموماً، كما يشخص تحديات وطموحات المواطنين في هذه المناطق”.
فرص دراسة واستكمال
مثّل افتتاح كلية الإعلام والاتصال في جامعة “حلب الحرة” فرصة مناسبة لخريجيها من “المعهد التقاني للإعلام” لإكمال تحصيلهم الدراسي، إلى جانب خريجي المعهد التقاني في جامعة إدلب.
وكان غياب الكليات المرتبطة بحقل الإعلام والصحافة والاتصال، عائقاً حقيقاً في إتمام مسيرة الطلاب التعليمية.
وأتاحت الجامعة ضمن نظام الاستكمال، الفرصة أمام خريجي المعاهد التقانية لدخول الكلية ضمن نظام “التعليم الموازي” في السنة الثانية.
عبد الرحمن صادق، خريج المعهد التقاني للإعلام في العام الدراسي (2020 ـ 2021)، يقول في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إنّ “التحاقه بكلية الإعلام ممكن أن يتيح له مستقبلاً فرصة الدراسات العليا، وهو ما لا يمكنه فعله بشهادة المعهد فقط”.
وعن سبب دراسته هذا المجال، يضيف صادق الحاصل على الترتيب الأول في دفعته: “بعد عملي بمجال الإعلام منذ 5 سنوات وبسبب الحاجة لرفد خبراتي العملية بالمعرفة الأكاديمية قمت بالتسجيل في المعهد التقاني للإعلام في عام 2019”.
ويتألف النظام الدراسي في المعهد التقاني للإعلام من سنتين دراسيتين، بواقع 29 مقرراً.
ويتابع: “قبيل تخرجنا من المعهد وصلنا خبر حول إمكانية افتتاح كلية إعلام في الجامعة، ومع بدء العام الدراسي أتيحَ قسم الإعلام في المفاضلة العامة، وتمكنت مع عدد من زملائي الخريجين من التجسير إلى السنة الثانية في الكلية”.
واعتبر صادق الذي يحمل طموحاً في التخصص مستقبلاً في “السينما وصناعة الأفلام”، أنّ “افتتاح كلية الإعلام في جامعة حلب يمثّل جانب قوة للجامعة.. كما نعرف أن الإعلام سلطة رابعة وتخريج الكوادر الإعلامية من كلية ذات كادر تدريسي ممتاز يؤدي بشكل كبير الى النهوض الإعلامي والفكري أيضاً في المناطق المحررة”.
بين “الدّراسات” والعمل..خيارات ما بعد التخرّج لطلاب “حلب الحرة”
لا تختلف الأسباب التي دفعت سطّام الأطرش للالتحاق في كلية “الإعلام والاتصال” كطالب مستجدّ، عن عبد الرحمن صادق، وأرجع سبب تسجيله في الكلية، لـ”كسب الشهادة العلمية والمعرفة النظرية في تخصص الإعلام الذي عملت فيه منذ 7 سنوات من محافظة إدلب”.
ويوضح خلال حديثه لـ”السورية.نت”، أنّ افتتاح الكلية الأولى في الداخل السوري، كان مشجعاً بالنسبة له “لخوض تجربة الدراسة من جديد بعد انقطاع”.
ماذا يواجه الكلية؟
يقول أحمد الطويل، عميد كلية الإعلام لـ”السورية.نت” إنّ “أبرز الصعوبات التي تواجه كلية الإعلام، في عدم تمكن غالبية الطلاب من الحضور بسبب البعد الجغرافي، وتفرغهم للعمل بغية كسب لقمة العيش، وقلة المعدات اللازمة”.
وبسبب نقص الكوادر التدريسية في منطقة شمالي غربي سورية، تعاقدت الجامعة مع مدرّسين من خارج سورية.
وحول ذلك يردف الطويل: “تعاقدنا مع مدرسين متخصصين من حملة الماجستير والدكتوراه، بعضهم يقيم في المناطق المحررة، وبعضهم خارج سورية، أما بالنسبة للتعليم عن بعد، فلا مشكلة حقيقية نظراً لتوفر وسائل التواصل الاجتماعي اللازمة لإنجاح العملية التعليمية”.
ويوضح أنه و”بسبب عدم الاستقرار التي عانت منها الجامعة خلال السنوات السابقة، لم تتمكن من امتلاك بنية تحتية ومعدات لازمة، الأمر الذي اضطر إدارة الجامعة إلى الاستعانة ببعض وكالات الأنباء لتغطية الجانب التدريبي من المقررات”.
أكاديميون وشعراء ونشطاء: “جامعة حلب الحرة” إنجاز علمي للثورة السورية
تجربة الـ(أون لاين)
يجد الدكتور خالد زعرور وهو محاضر في كلية الإعلام، أنّ “تجربة الدراسة إلكترونياً ضرورية جداً لطلاب الإعلام والاتصال وهو بمثابة تدريب عملي، لأنه يجب أن يكون قادراً على التعامل مع التقنيات، وهو ما يوفره التعليم الإلكتروني (الدراسة أون لاين)”.
ويضيف أنّ “الطالب في كلية الإعلام يجمع في دراسته بين التعليمين الإلكتروني والفيزيائي، ما يتيح له التدريب العملي والتعليم النظري”، مبيناً في الوقت ذاته أنّ “المحاضرات المسجّلة توفر للطالب عودة سريعة في أي وقت للمحاضرة وتجنبه إشكالية النقل في المحاضرات التقليدية التي قد توقعه بأخطاء”.
وقال زعرور لـ”السورية.نت”، إنه “من الممكن أن يواجه التعليم أون لاين، عدداً من المعوقات أبرزها ضعف خدمة الإنترنت، لكن لم نواجهه حتى اليوم، فضلاً عن رغبة واسعة للطلبة في الدراسة الإلكترونية”.
ويشير إلى أنّ “التعليم الإلكتروني القائم في الكلية، يوفر للمدرّس خلال المحاضرة تفاعلاً إيجابياً مع الطّلاب، على اعتبار أنّ هذه البرامج مصممة لتقديم عملية تعليمية متكاملة”.
ويعوّل زعرور في تجربة الدراسة أون لاين، على “جدية الطلاب في الدراسة والإرادة في التعلّم، وهو ما يلتمسه من طلاب الكلية بسبب عمل معظمهم في الحقل الإعلامي وشغفهم في تطوير مهاراتهم وخبراتهم”.
بينما يعتبر عبد الرحمن صادق، الطالب في السنة الثانية، بأنّه “لا يوجد فرق شاسع بين التعليم الفيزيائي والإلكتروني من حيث المضمون، فالمعلومة تصل عبر الصوت والصورة، إلا أنّه من الممكن أن يواجه الطالب مستقبلاً مشكلة في المقررات العمليّة”.
في الوقت ذاته، يوضح صادق، أنّ “التعليم أون لاين، وبسبب نقص الكادر في المنطقة، وفّر كادراً مميزاً للكلية وهو ما ينعكس إيجاباً على سوية الطلاب العلميّة”.