جامعة خاصة توفر “عيادة سنيّة” مجانية للسكان في إدلب (صور)
يتجه حاتم العمر كل صباح من منطقة “بابسقا” الحدودية مع تركيا إلى بلدة حزانو شمالي إدلب، حيث العيادة المجانية، للبدء في جلسات معالجة أسنانه، بعدما تعذّر عليه التردد إلى عيادات الأسنان الخاصة.
العمر وهو مهجّر من بلدة “معرة حرمة” جنوبي إدلب شرع في عملية علاجية تدعى “تفريغ الناب” ضمن العيادة المجانية السنيّة.
ويقول لـ”السورية.نت” إن “العيادة أمنت له العلاج الذي جاء من أجله، ووفرت عليه مشقة اللجوء إلى عيادة خاصة”.
وصارت العيادة السنيّة في جامعة “ماري” الخاصة، ملاذاً مجانياً لسكّان المنطقة المحيطة فيها من مدن وبلدات ومخيمات، في ظل الضائقة المعيشية وعجز الأهالي عن تحمّل نفقات العيادات الخاصة.
ويتولى مهمة طبابة المرضى فيها طلاب السنتين الرابعة والخامسة في كلية طب الأسنان في جامعة “ماري”، بإشراف أطباء مختصين من الكادر التدريسي.
ونجحت العيادة المجانية في استقطاب عدد كبير من المرضى في المنطقة، فضلاً عن توفير فرصة تدريبية للطلاب.
“توفير مبالغ مالية”
يقول مصطفى فطراوي الذي يقيم في مخيم “الكندوش” شمالي إدلب إنّ “المبادرة وفّرت عليه حوالي 80 دولاراً كان يمكن أن يضعها في العيادة الخاصة”.
ويتردد فطراوي على العيادة لسحب العصب من الضرس، وتثبيت جسر له.
ويوضح لـ”السورية.نت” أنّ “التكلفة الكبيرة التي لا يمكن تأمينها في ظل ظروف التهجير وتراجع واقعه المعيشي دفعته للجوء إلى العيادة المجانية في جلسة ثالثة”.
أما أحمد عقيل وهو مهجر من قلعة المضيق بريف حماة فقد وصل إلى العيادة لذات الهدف (سحب العصب).
ويوضح أنّ “العيادة المجانية وفرت مبلغ 40 دولاراً عليه، كما أنّه لاحظ اهتماماً كبيراً من الكادر وخدمة مميزة”.
ويضيف لـ”السورية.نت” أنّ “متطلبات الحياة المعيشية تحتم الاهتمام بالأساسيات وإهمال الأشياء الثانوية، ولذلك تجاهل المشاكل في أسنانه، إلى أن سمع بالعيادة السنية التي تقدم خدماتها مجاناً”.
“فرصة تدريبية”
نورمان بيرساني، طالبة طب أسنان سنة خامسة توضح لـ”السورية.نت” أنّ “المبادرة وفّرت لها فرصة تدريبية ثمينة تمكنها من دخول سوق العمل، مع ازدياد الحالات المرضية التي تواجهها يومياً، ما يكسبها خبرة أوسع”.
وتضيف بيرساني أنّ “المبادرة من جانبها الإنساني تعطيها دفعاً معنوياً كبيراً لدخول سوق العمل بعد تخرجها الذي يفصلها عنه أشهر قليلة، وخاصةً أنها تراقب عن كثب حالة المرضى المادية المتردية، والحاجة لهذا النوع من المبادرات”.
وبدوره يقول حمزة الكنج طالب في السنة الخامسة لـ”السورية.نت” إنّ “المبادرة أتاحت له تخديم مختلف الحالات في تخصصه من قلع وتخدير وسحب عصب ومعالجات لثوية”.
ويعتبر الكنج الذي يتجهز للتخرج بعد أشهر أنّ “المبادرة مميزة”، على اعتبار أنّ المنظمات الصحية تغيّب في دعمها العيادات السنية على اعتبارها “ثانوية”، وهنا تمكن أهمية “العيادة الجامعية”.
وتحدث أيمن عساف أحد الطلاب المشاركين في المبادرة عن “شعور بالسعادة عندما تقدم خدمة لأشخاص محتاجين وغير قادرين على الذهاب لعيادات خاصة”، بحسب تعبيره.
ويتفق عساف مع زملائه الطلاب في دور المبادرة واستقطابها لأعداد كبيرة من المرضى، بزيادة خبراته العلاجية.
ويتابع مع الطلاب في العمليات العلاجية أطباء متخصصين من الكوادر التدريسية خطوة بخطوة، خشية الوقوع بأي خطأ.
كما أنّ جهود الطلاب المتدريبين تأتي ضمن مهامهم الدراسية، وتحظى بمتابعة دقيقة من الكوادر في الجامعة.
“3800 حالة”
ويوضح الدكتور خالد الطويل رئيس جامعة “ماري” وهي (جامعة متخصصة في طبّ الأسنان) أنّ العيادات السنية تحتوي على حوالي 60 كرسياً للمرضى، وتقدم نوعين من الخدمات باتجاهين، الأول تدريب الطالب ليكون قادراً بعد التخرّج على مواكبة سوق العمل، إلى جانب تخديم سكّان المنطقة بصورة مجانيّة.
ويشير الطويل في حديثٍ لـ”السورية.نت” إلى أنّ العيادة المجانية استقبلت خلال الفصل الدراسي الأول لهذا العام حوالي 3800 حالة علاجية، بمعدل 200 حالة يومياً، لمختلف أنواع المعالجات.
وتبرز أهمية المبادرة، بحسب الطويل، في ظل ارتفاع تسعيرة العيادات الخاصة التي يعجز عدد كبير من سكان المنطقة عن تحمّلها وتأمينها، فضلاً عن توفيرها كادر اختصاصي متميز يقدم العلاج لمختلف الحالات السنيّة.