بعد التمرد الذي قامت به مجموعة “فاغنر” في روسيا، ستكون كيفية التعامل مع المجموعة في سورية “مسألة حساسة” بالنسبة للكرملين، نظراً لدورها في دعم حليف أجنبي “هش” وحماية المصالح الروسية هناك.
جاء ذلك في مقال رأي نشره الكاتب والصحفي بول ماكلوغلين، أمس الأربعاء، في صحيفة “العربي الجديد” بنسختها الإنجليزية.
وقال فيه إنه “بالنسبة لمقاتلي فاغنر في سورية، لا بد أن مشهد الرفاق وهم يسيرون نحو العاصمة الروسية كان مشهداً سريالياً (يدعو للدهشة) نظراً لمهمتهم في مساعدة نظام الأسد بسحق تمرده المسلح”.
مضيفاً أن وجود المرتزقة الروس حول المناجم أو حقول النفط في شرق سورية، “بمثابة تذكير صارخ بالمصفوفة بين رؤية فاغنر وفلاديمير بوتين الكبرى لموسكو”.
كما يؤكد اعتماد موسكو على الشركات العسكرية الخاصة “الغامضة”، لحماية المصالح الروسية في الخارج.
ماذا ينتظر “فاغنر” في سورية؟
ونقل المقال عن المحللة الأمنية كاترينا سمور، قولها إن هناك احتمالية لحدوث توترات بين “فاغنر” والعسكريين الروس في قواعد مشتركة في سورية، مثل مطار حميميم في اللاذقية.
لكن “من المرجح أن يقابل كل منهما مسؤولياته وأهدافه الخاصة”.
وأضافت: “روسيا لديها مجموعة متنوعة من المهام في سورية”.
و”أهمها استقرار قوة الأسد، وتدريب وبناء الجيش السوري للسيطرة على البلاد، ومبيعات الأسلحة، وحقوق الطاقة”.
إلى جانب استخدام سورية “كمنصة جيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا البحر الأبيض المتوسط ”.
وكانت وكالة “رويترز” ذكرت في تقرير سابق أن موسكو تعاملت بسرعة مع قوات “فاغنر” في سورية عندما اندلع التمرد.
وأشارت إلى قطع خطوط الهاتف والانترنت عنهم، واستدعاء قادتهم هناك، وإعطائهم خيار توقيع عقود جديدة أو مغادرة سورية.
من جانبه، قال أنطون مارداسوف، الباحث غير المقيم في برنامج سورية التابع لمعهد الشرق الأوسط، إن “فاغنر” لديها بنية واسعة في سورية، ولن تجرؤ أي شرطة عسكرية على اعتقال عناصرها.
وأضاف لـ “العربي الجديد”: “لكن هذا لا يعني أنه لا توجد تغييرات في سورية” بالنسبة لوضع “فاغنر”.
وكذلك رأى رسلان طراد من “المجلس الأطلسي”، أن دور “فاغنر” الرئيسي في نشر القوة الناعمة والصلبة لروسيا في الخارج، وعلاقتها الوثيقة مع الكرملين “لا يمكن الاستهانة بها”.
مضيفاً: “قد تكون توقعات زوالها في غير محلها تماماً”.
ونظراً لأن هذه المجموعة أنشأتها المخابرات العسكرية الروسية بالأساس، فإن “فاغنر تتمتع بطابع استخباراتي في سورية”.
وسبق أن أشرف عناصرها على حماية البنية التحتية الحيوية لنظام الأسد، وعملت لاحقاً على الخطوط الأمامية في المعارك.
وبحسب طراد فإن “دورها في ضمان مصالح موسكو الفوسفاتية في دير الزور، أبقى فاغنر بلا شك في موقع متميز”.
لكن “التوترات مع الجيش الروسي كانت ضعيفة إلى حد كبير في سورية، بسبب الهدف المشترك للقيادة الروسية هناك”.
وختم “في الوقت الحالي، يبدو أن فاغنر على وشك أن يصبح تاريخاً، والجيش الروسي يبدو موحداً. وفي هذا السياق، يمكن أن تكون سورية مكاناً مفيداً لبدء التخطيط أو خلق مشاكل لموسكو.”