قالت وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة، إن الشرطي الذي قتلَ الشاب السوري، علي الحمدان(العيساني)، في مدينة أضنة، يوم السابع والعشرين من أبريل/نيسان الماضي، قد يواجه حكماً بـ”السجن المؤبد”، لكون التحقيقات أظهرت دلائل “القتل العمد”.
وذكرت صحف تركية، اليوم، إن تسجيلات الكاميرات التي اطلعت عليها المحكمة الناظرة بالقضية، تُظهر أن الشاب المقتول، توقف واستدار انصياعاً نحو الشرطي، قبل أن يطلق الأخير عليه النار من سلاحه.
وتنفي هذه الرواية مزاعم الشرطي، الذي كان قد قال أنه كان مرهقاً بسبب الصيام، وتعثر أثناء مطاردة الضحية، ما أدى لخروج الرصاص من سلاحه.
وتظهر التسجيلات، حسب المصادر، أن الشاب المقتول، مشى نحو 15-20 متراً داخل الشارع بينما لاحقه الشرطي، قبل أن يستدير عائداً نحو الشرطي الذي أطلق النار، وأصاب علي برصاصة في الجهة اليسرى من صدره.
كما أظهرت التحقيقات مع شاهد عيان رأى الحادثة من شرفة منزله، أن الشاب علي دخل إلى الشارع بعد أن أوقفته الشرطة، وأن عنصراً من الدورية لاحقه وأمره بالتوقف، قبل أن يتوقف الأخير ويلتفت نحو الشرطي، الذي أطلق حينها النار من مسدسه، حسبما نقلت صحف تركية عن المحامي التركي، توغاي بِك، المطّلع على حيثيات القضية.
وكان المحامي، قد تحدث عبر قناة “حقوقيون من أجل الديمقراطية” في يوتيوب، عن التفاصيل الجديدة حول التحقيقات الدائرة بالقضية، مشيراً إلى أن الادعاء العام، يطالب بإنزال حكم “السجن المؤبد”، بحق الشرطي، بتهمة “القتل العمد”.
وكانت السلطات التركية، أوقفت الشرطي المتهم يوم الحادثة.
وجاء في بيانٍ لولاية أضنة، باليوم التالي، أن “مديرية أمن منطقة سيهان أقامت نقطة تفتيش في حي سوجو زاده لمراقبة إجراءات حظر التجول”، مضيفاً أن “شاباً سورياً أُصيب بالخطأ بعيار ناري، نتيجة إطلاق نار تحذيري بعد هروبه وعدم استجابته لطلب العناصر بالوقوف”.
تطورات مقتل شاب سوري “خرق” حظر التجول في تركيا..تحقيقات واحتجاز
وبحسب البيان، فإن الشاب علي الحمدان العيساني (19 عاماً) توفي فوراً بعد نقله إلى المشفى وإجراء الإسعافات الطبية اللازمة، فيما تداول ناشطون مقطعاً مصوراً في أثناء إسعاف الشاب، يُظهر إصابته بعيار ناري في صدره.
و نقلت صحيفة “جمهورييت” التركية، حينها عن أقارب الشاب، أن الأخير كان ذاهباً إلى الورشة التي يعمل بها لإعالة أسرته، وعندما صادف دورية في حي سوجو زاده لاذ بالفرار لخرقه إجراءات حظر التجول المفروضة على الأشخاص ممن هم دون 20 عاماً، إلا أن عناصر من الدورية أطلقت النار لتحذير الشاب من الفرار، وأصيب “عن طريق الخطأ”، حسب التصريحات الرسمية.
وتحولت الحادثة منذ وقوعها، لقضية رأي عام في تركيا، إذ أثارت اهتمام المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات شعبية بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشاب، وتصدّر هاشتاغ “أين من قتل علي” قائمة الأكثر تداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في تركيا.
أردوغان: سنحاسب قاتل الشاب السوري بأضنة..وقبضنا على منفذ هجوم عفرين
وقدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تعازيه بوفاة الشاب السوري، إذ اتصل بوالده هاتفياً، مؤكداً متابعته التحقيقات الجارية في هذا الشأن، وقال إن “علي، ابننا أيضاً، ولا يساورنكم الشك أبداً بخصوص صون حقوقه ومحاسبة الفاعل”.