اعتذر الممثل السوري، عباس النوري، عن تصريحاتٍ أدلى بها قبل يومين، انتقد فيها “حزب البعث” المُهيمن على مؤسسات الدولة في سورية، منذ نحو خمسين عاماً، واعتبر أن التراجع العام في سورية، بدأ منذ “سيطرة العسكر” على السلطة، كما غمزَ بكلامه إلى “سرقة أموال البنك المركزي”.
تراجع النوري عن تصريحاته، جاء عصر اليوم الأحد، على أثير إذاعة “المدينة إف أم” التي تبث من دمشق، والتي كان قد أطلق تصريحاته السابقة في أحد برامجها، التي حذفته الإذاعة من كل منصاتها.
واعتبر عباس النوري، أن كلامه قد “تم اقتطعه من سياقه كما قاموا سابقاً باجتزاء كلمات السيد الرئيس”، متحدثاً عن ما أسماها “إنجازات” قوات الأسد خلال السنوات الماضية.
وقال النوري إن “الجيش السوري يقاتل في أكثر من جبهة وأكثر من معركة، ولولا الجيش العربي السوري لا يمكن أن استمر في العيش بمنزلي أنا وغيري”.
وأضاف النوري “إذا كان الكلام أغضب العسكريين لأنه فهم خطاً عن طريق السوشال، أرفع القبعة لهم وأنحني أمامهم لأن دم الشهداء أكبر بكثير من خجلي”.
وقال:”أنا أقدم اعتذاري إذا فهم على أنه إساءة للجيش العربي السوري”.
وكان النوري هاجم، في مقابلة مع الإذاعة نفسها قبل يومين، المؤسسة العسكرية في سورية، وقال إن “التجربة الديمقراطية في سورية أجهضت منذ وصول العسكر إلى الحكم”.
وأضاف النوري أن “حكم العسكر أطاح الديموقراطية والدستور والثقافة”، مشيراً إلى أنه منذ العام 1963 وهو عام وصول “حزب البعث” إلى السلطة “لم يعد هناك أي دور للمواطنين”.
وعقب ذلك قامت صفحة الإذاعة بحذف المقابلة، في وقتٍ لاقت تصريحات النوري جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهاجمه مؤيدون لنظام الأسد، وهددوا بمعاقبته ومحاكمته إذا لم يقدم إعتذار.
وفضلاً عن انتقاده “حكم العسكر” و”حزب البعث”، كان النوري أشار في المقابلة السابقة بشكل غير مباشر، إلى “سرقة البنك المركزي” من قبل رفعت الأسد، في ثمانينات القرن الماضي.
وقال إنه “في ناس أخدت كل ما في البنك المركزي ومشيت، والعالم ساكت وعنا محامين ورجال قانون هائلين بعبقريتهم، ما حدا استرجى يرفع دعوة”.
وعند محاولة المذيع استدراك كلام النوري، بقوله أن لا معلومات مؤكدة حول “حادثة المركزي”، أكد النوري أن “المعلومات مليانة”.
وأثارت تصريحات النوري خلال اليومين الماضيين، زوبعة انتقاداتٍ وتخوين من قبل شخصيات بارزة ضمن حاضنة النظام الشعبية، رغم أن عباس النوري لم يُسجل أي موقفٍ معارض للأسد، ومررَ في أكثر من مناسبة كلاماً يحمل في مضمونهِ اصطفافاً مع النظام في سورية.