حزب مرخص من نظام الأسد يجنّد “مرتزقة” للقتال في ليبيا
كشفت شبكة محلية سورية عن نشاط حزب سياسي سوري مرخص من جانب نظام الأسد في عمليات تجنيد “مرتزقة” للقتال في ليبيا، مقابل عائد مادي يصل إلى 1000 دولار أمريكي شهرياً.
وتتم عمليات التجنيد في محافظة السويداء، بشكل أساسي، إلى جانب محافظات أخرى تخضع لسيطرة نظام الأسد.
وقالت شبكة “السويداء 24” في تقرير نشرته اليوم الأحد، إنها حصلت على معلومات ووثائق تثبت ضلوع “حزب الشباب السوري الوطني”، بالسعي لتجنيد “مرتزقة” من مناطق سورية مختلفة منها السويداء، منذ شهر كانون الثاني الماضي، لزجهم في ليبيا.
وأضافت الشبكة أن عمليات التجنيد، بدعم من مجموعة “فاغنر”، وهي مؤسسة أمنية روسية.
ونقلت الشبكة المحلية عن مصدر لم تسمه قوله إن أمين فرع الحزب في محافظة السويداء، شبلي الشاعر، هو المسؤول عن ملف تجنيد “المرتزقة” في السويداء لإرسالهم إلى ليبيا، لمساندة قوات المشير خليفة حفتر.
ومن بين الوثائق التي حصلت عليها الشبكة المحلية تسجيلات صوتية ومحادثات نصيّة تعود لشبلي الشاعر، يدعو من خلالها شباباً للقتال في ليبيا، مقابل عروض مختلفة يطرحها، منها تسوية أوضاع المطلوبين بقضايا أمنية أو بنشرات للخدمة الاحتياطية.
ويقول الشاعر، بحسب التسجيل الصوتي الذي نسب له، إن القتال في ليبيا سيكون تحت إشراف مؤسسة “فاغنر”.
حزب سياسي مرخص، يعمل على تجنيد مرتزقة في #السويداء للقتال في #ليبيا بدعم جهة #روسية…
Posted by السويداء 24 on Saturday, February 15, 2020
“عروض مغرية”
ويأتي ما سبق بعد شهر من انتشار معلومات عن إرسال نظام الأسد بدعم روسي مقاتلين “مرتزقة” للقتال إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر، في مواجهاتها ضد “حكومة الوفاق الوطني”، التي يرأسها فائز السراج.
ولم تخصّ المعلومات نظام الأسد فقط، بل تداول ناشطون معلومات وتسجيلات مصورها قالوا إنها لمقاتلين من فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا، في أثناء مشاركتهم بالمواجهات إلى جانب “حكومة الوفاق”.
لكن ما سبق لم يتم تأكيده بشكل رسمي، بينما نفت “حكومة الوفاق” انخراط مقاتلين من “الجيش الوطني” في سوريا، وكذلك أنقرة.
وبحسب مصادر “السويداء 24” فإن الشاعر قدم عروضاً مغرية لتجنيد “المرتزقة”، بينها أن الرواتب الشهرية في ليبيا، تتراوح بين 1000 دولار أمريكي للتطوع في حماية المنشأت، و1500 دولار لمن يتطوع في مجموعات قتالية، فضلاً عن تعويضات إضافية لذوي العناصر في حال مقتلهم أو فقدانهم.
“حزب الشباب السوري الوطني”؟
وبحسب النبذة التعريفية لـ”حزب الشباب السوري الوطني” فإنه “حزب سياسي اجتماعي ديمقراطي، غايته العدل والمساواة والديمقراطية والتنمية بكافة أشكالها بغاية النهوض بالمجتمع لأرقى مستوياته”.
ويحمل الحزب شعار “شباب سوري لغد أفضل”.
ويقول إنه تنظيم سياسي “يمارس نشاطه وفق قانون الأحزاب رقم 100 لعام 2011، ويعمل وفق برامج محددة ومعلنة يهدف للمشاركة بالحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمساهمة بتنشيطها من خلال تنظيم المواطنين للمشاركة فيها”.
وكان الحزب مسؤولاً عن تجنيد شباب من السويداء ضمن مليشيات مسلحة غير رسمية، للقتال إلى جانب قوات النمر المدعومة من روسيا خلال السنوات الماضية.
وبتنسيق أيضاً مع مليشيا فوج مغاوير البادية، التابعة للمخابرات العامة فرع 221، في تدمر ودير الزور ومناطق سورية أخرى.
وبحسب ما نقلت “السويداء 24” نقلاً عن عنصر من “الحزب السياسي الوطني” فإن تجنيد الحزب لمرتزقة في محافظة السويداء ومحافظات أخرى لا يزال محدوداً حتى اليوم.
وأوضح العنصر أن عدد الذين سجلوا أسمائهم من المحافظة طيلة شهر لا يتجاوز 25 شخص، وحتى اللحظة لم يغادر إلى ليبيا أي واحد منهم، حيث ينتظرون أن تكتمل الأعداد المطلوبة وفق روايته.
“فاغنر”.. مجموعات مرتزقة في سوريا
مجموعة “فاغنر” هي الاسم الرسمي للشركة العسكرية الخاصة “فاغنر”، التي تجند المرتزقة الروس وتدربهم ثم ترسلهم للقتال في سورية.
والمجموعة أقرب إلى التشكيل المسلح الذي يؤدي مهام الجيش نفسها، لكنه منظم وممول من أفراد وليس من الدولة.
وكانت صحيفة “إر بي كا” الروسية الخاصة قدرت نفقات روسيا على مشاركة المرتزقة في العمليات بسورية منذ بدايتها حتى عام 2016 بما يزيد على 150 مليون دولار في مقالة نشرتها في أيلول 2016.
وتبدأ أجور عناصر “فاغنر” من حوالي 1500 دولار في أثناء التدريب بقاعدة “مولكينو” جنوب روسيا وتصل إلى خمسة آلاف دولار في أثناء المشاركة بالعمليات في سورية.
#بعد_أمس | في #ليبيا يقاتل مرتزقة #فاغنر إلى جانب قوات اللواء المتقاعد خليفة #حفتر، وفي سوريا يمارسون القتل بلا حسيب. هكذا تخوض فاغنر الروسية مغامراتها في الدول العربية، فما هي حكاية فاغنر؟ وما موقعها من الاستراتيجية الروسية؟https://t.co/CnUMY6vc4O
— الجزيرة بودكاست (@AJAPodcasts) January 16, 2020