حسن دقو.. محطات “ملك كبتاغون” أقام عرشه بين “جمهورتين”
أصدرت محكمة الجنايات في بيروت حكمها النهائي على المدعو، حسن دقو، الملقب بـ”ملك الكبتاغون” و”إمبراطور المخدرات” في لبنان، بعد أكثر من عام ونصف من إلقاء القبض عليه.
وحسب ما نقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول قضائي لبناني، الخميس الماضي، فإن المحكمة حكمت بالسجن 7 سنوات مع الأشغال الشاقة في حق “دقو”.
وقال المسؤول القضائي إنه تم إدانة دقو “بجرم تصنيع مادة الكبتاغون المخدرة وتهريبها إلى الخارج، وبتغريمه مبلغ مئة مليون ليرة لبنانية”، أي ما يعادل 2500 دولار.
كما أصدرت المحكمة أحكاماً غيابية بالأشغال الشاقة المؤبدة على 25 شخصاً، بينهم أشقاء دقو الثلاثة، وتجريدهم من حقوقهم المدنية ومنعتهم من التصرف بأموالهم المنقولة وغير المنقولة.
وحسب الوكالة الفرنسية فإنه ثبت للمحكمة وجود “اتصالات بين دقو وناشطين في عمليات تهريب المخدرات”، وكذلك طلبه من أحد المتهمين “شراء مواد تدخل في تصنيع الكبتاغون”.
من هو دقو؟
تتضارب الأنباء حول جنسية البلد التي يحملها “دقو” إن كانت سورية أم لبنانية، وحسب وسائل إعلامية فإنه في العقد الرابع من عمره، وينحدر من بلدة الطفيل على الحدود السورية- اللبنانية.
وبينما ذكرت وسائل إعلام أن دقو سوري حصل على الجنسية اللبنانية في 2018، إلا أن حساب الرئاسة اللبنانية نفى عبر “تويتر”، في 27 من أبريل/ نيسان 2021، منح دقو جنسية البلاد.
حساب ويكيليكس لبنان على تويتر نشر خبراً كاذبا بأن اسم المتهم بملف تهريب الكبتاغون حسن محمد دقو وارد في مرسوم التجنيس الصادر عام 2018 للادعاء بأنه نال الجنسية اللبنانية بموجبه بينما النص الرسمي للمرسوم يظهر انه سُحب اسم برنارد علام بشور من الصيغة الاصلية ودس اسم حسن محمد دقو مكانه pic.twitter.com/q1yWkVeh5S
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) April 27, 2021
بدوره قال أحد وجهاء بلدة الطفيل لصحيفة “النهار” اللبنانية إن دقو “لبناني أباً عن جد، إلا أنه كان يحمل بطاقة قيد الدرس بسبب تقصير عائلته في تسجيل أبنائها، ويمكن التأكد من ذلك في دائرة الإحصاء، وقد تمكن من الحصول على الهوية قبل سنوات من دون أن نعلم بالتحديد فيما إن كان ذلك بواسطة مرسوم صادر عن مجلس الوزراء أو غير ذلك”.
وتعددت الروايات حول مصدر أموال “دقو”، إذ تقول إنه بنى مصانع لصناعة “الكبتاغون” في الطفيل وبلدات سورية على الحدود اللبنانية.
لكن أحد وجهاء الطفيل، أكد أن والده كان “أكبر مهرب في البلدة، يهرب الأدوات الكهربائية والخشب والحديد، ومع الحصار على سورية استغل الوالد الفرصة وفتح محلات لبيع كل ما يخطر على البال”، وأن “قسم كبير من سكان سورية كانوا يقصدونه”.
وأضاف أنه بعد “وفاة والده باعت والدته أرضاً كان يمتلكها في بلدة النبك (السورية)، ففتح ابنها معرضاً للسيارات بين دمشق والنبك أطلق عليه مكتب الحسن، ومن ثم بدأ بالتجارة حيث فتح معمل تنظيفات، ومصنع أمصال في الأردن”.
وحسب صحيفة “الأخبار” يملك “دقو” مصانع في الأردن وسورية وشركة إنشاءات، وبدأ حياته العملية في الأردن، بافتتاح معملاً لتصنيع المواد الأولية لمواد التنظيف، ليبدأ ومن خلاله استيراد المواد الأولية لصناعة المواد المخدرة.
وأكدت الصحيفة أنه كان لدى دقو “موكب كبير من السيارات يبلغ 12 سيارة مزوّدة بزجاج حاجب للرؤية، وعدد كبير من المرافقين يتنقّلون معه مدجّجين بالأسلحة”.
وكان المسؤولون اللبنانيون يتعاملون معه كأنه “رجل أعمال”، إذ له صور مع مسؤولين أبرزاهم رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري، وشخصيات من “حزب الله” اللبناني.
كما اشترى سيارتين من وزير الداخلية السابق نُهاد المشنوق، إحداهما مصفّحة.
وحسب “معهد واشنطن للدراسات” فإن مسؤولين لبنانيين ساعدوه لتشكيل امبراطوريته، مشيراً إلى أنه “أثناء تولي محمد فهمي، حليف حزب الله، منصب وزارة الداخلية منح دقو الإذن ببناء خمس حظائر ضخمة في طفيل، تخضع جميعها حالياً لحراسة مشدّدة وتكتنفها السرية”.
كما اشترى دقو، منتصف عام 2020، عبر شركته “سيزر” للإنشاءات 13 مليون متر مربع من الأراضي المحيطة ببلدة الطفيل، حسب المعهد.
وأكد موقع “درج” أن “الأراضي التي استملكها “دقو” تحتوي على أنفاق تهريب تصل إلى سورية، وتوفر له سهولة الوصول إلى “الفرقة الرابعة في الجيش السوري”، أحد شركائه الرئيسيين في الجريمة”.
من وراء اعتقاله؟
لم يكن حسن دقو محط اهتمام الصحافة والإعلام قبل 2021، عندما كان يبني إمبراطورتيه بعيداً عن الأضواء، مستفيداً من علاقته بمسؤولين في لبنان وخاصة “حزب الله”، إضافة إلى مسؤولين في نظام الأسد.
لكن اسمه تصدر اهتمام الصحافة منذ أبريل/ نيسان 2021، عندما داهمت قوة من “فرع المعلومات اللبناني” منزله في محلة الرملة البيضاء في بيروت، وألقت القبض عليه مع 4 من مساعديه.
وحسب ما نقل موقع “سكاي نيوز عربية” عن مصدر لبناني، فإن “سبب توقيف دقو كان مصادرة شحنة كبتاغون تم تهريبها إلى ماليزيا، تمهيداً لإعادة تهريبها عبر أثاث منزلي إلى السعودية لإبعاد الشبهة”.
وأضاف المصدر: “وبناء على مذكرة توقيف، تم إلقاء القبض على حسن دقو كان أرسلها الإنتربول من ماليزيا”.
وحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية فقد عثر في هاتف دقو أثناء اعتقاله على “صورة لبوليصة الشحنة المضبوطة في ماليزيا”.
“رجل أمن في سورية”
اعتقل دقو خلال السنوات الماضية عدة مرات، وفي كل مرة كان يخرج من السجن بعد عدة أيام.
وحسب “الأخبار” فإن فرع المعلومات أوقفه سابقاً بجرم اختطاف شخص وتسليمه لنظام الأسد.
وقالت الصحيفة إنه “وبالتحقيق ثبت أنّه من دبّر هذه العملية حيث دونت إفادات أربعة شهود ضده، إلا أنّ المفاجأة كانت إخلاء سبيله خلال أيام دون غيره”.
كما أوقف دقو عدة مرات في ملفات تجارة المخدرات، إلا أنه كان دائماً يخرج دون محاكمة.
وحسب موقع “الجنوبية” اللبناني فإن “دقو” قال أمام المحكمة إن “رجل أمن في سورية ووفق بطاقة رسمية”.
واعترف دقو اثناء استجوابه أمام المحكمة أنه بدأ العمل مع الأمن السوري في 2011، عندما طلب منه النظام، حسب قوله، “مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب”.
وحسب الموقع فإن دقو “أضاف مستغرباً المعاملة التي عومل بها أثناء التحقيق، حيث لم يأخذوا بعين الاعتبار صفتي كرجل أمن، فضلاً عن أن المحققين أهانوا الدولة السورية”.