أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، وبحث معه مخرجات “لقاء عمّان” الذي عقد خلال الأيام الماضية في العاصمة الأردنية، بمشاركة وزير خارجية نظام الأسد.
وجمع اللقاء وزراء خارجية خمس دول عربية، من بينها سورية، وجاء استكمالاً للتحركات السعودية التي بدأت أولاً في مدينة جدة، باجتماع تشاوري لبحث مسألة إعادة سورية إلى الجامعة العربية.
وذكر بيان للخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، أن بلينكن ناقش مع الصفدي “مسألة تعزيز التوصل إلى حل سياسي شامل للنزاع السوري، عقب الاجتماع الذي عقد في عمان بتاريخ 1 أيار/مايو”.
وأوضح الوزير الأمريكي أن “الولايات المتحدة لن تطبع علاقاتها مع نظام الأسد، كما أنها لا تدعم قيام الدول الأخرى بتطبيع علاقاتها مع النظام قبل تحقيق تقدم سياسي حقيقي تيسره الأمم المتحدة ويتسق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
كما شدد “على أهمية التنسيق مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية”، مشيراً إلى أن “قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 هو الحل الوحيد القابل للحياة لإنهاء الحرب”.
ورغم تأكيد واشنطن بشكل متكرر على أنها “لن تطبع علاقاتها مع الأسد”، إلا أن موقفها المتراخي حيال الخطوات العربية مع النظام السوري يعتبره مراقبون أنه يحمل “صبغة تأييد ضمني”.
وجاءت تصريحات نائبة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف مؤخراً لتزيد من قناعة التأييد الضمني، إذ دعت الدول الساعية للتطبيع مع النظام إلى الحصول على شيء في المقابل.
وقالت الدبلوماسية الأمريكية إن “رسالتنا الأساسية هي أنه إذا كنت ستتعامل مع نظام الأسد، فاحصل على شيء في مقابل ذلك”.
وشهدت الساحة الدبلوماسية العربية تحركات عدة خلال الأسابيع الماضية، من أجل إعادة النظام السوري لمقعد سورية في الجامعة العربية، بعد أن أعادت دول عربية عدة العلاقات معه.
وبدأت تلك التحركات بعقد اجتماع في جدة، منتصف أبريل/ نيسان الماضي، الذي انعقد لبحث الحل في سورية، دون أن ينتهي بأي نتائج على صعيد إعادة النظام إلى الجامعة العربية.
ثم انعقد اجتماع تشاوري في العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة مصر والسعودية والعراق والأردن، وبحضور وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، لبحث “مبادرة أردنية” لتحقيق تسوية سياسية للصراع في سورية.
ومن المقرر أن الجامعة العربية اجتماعاً الأحد المقبل، في العاصمة المصرية القاهرة، على مستوى وزراء الخارجية العرب، لمناقشة ملف إعادة النظام السوري للجامعة، حسبما نقلت وكالة “فرانس برس”، أمس الخميس، عن مسؤول رفيع المستوى.
وأضافت أن الجامعة العربية “تعقد الأحد في القاهرة اجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الحرب في السودان ومسألة عودة سورية إلى الجامعة العربية”.