خالد زبيدي..ذراع اقتصادي جديد يعمل مع مستشار في “القصر الجمهوري
قبل قرابة الشهر وضع رئيس حكومة الأسد، حسين عرنوس، حجر الأساس لمجمع “نيرفانا السياحي” في منطقة الحجاز وسط دمشق، والذي سيقام على أنقاض مقهى الحجاز الشهير بعد هدمه العام الماضي.
وتبلغ تكلفة المشروع، وهو منشأة سياحية تجارية، نحو 105 مليارات ليرة سورية.
وحسب وكالة “سانا”، فإن المشروع يتضمن “تشييد فندق سياحي من سوية 5 نجوم، على مساحة 5133 متراً مربعاً، وبمساحة طابقية 25 ألف متر مربع، ومدة تنفيذه 47 شهراً، ومدة استثماره 45 عاماً”.
ولاقى المشروع منذ إعلانه عقب هدم مقهى الحجاز الشهير، العام الماضي، انتقادات من بعض السوريين، بسبب رمزية المكان وارتباطه التاريخي بمطقة القطار الشهيرة بالمنطقة، لكن اللافت في المشروع هو الشركة المستثمرة ورئيسها.
في 9 يونيو/ حزيران 2020، أعلن المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي حسنين محمد، في لقاء على إذاعة “المدينة إف إم”، أن مناقصة المشروع رست على شركة تحميل اسم “شركة الحجاز للاستثمار السورية الخاصة”، دون ذكر أي تفاصيل عن الشركة ورئيسها.
وذكرت وسائل إعلام آنذاك، أن أصحاب الشركة غير معروفين، معتمدين على ما أورده موقع “الاقتصادي” المعني بأخبار الشركات، أن ” شركة الحجاز للاستثمار ” تعود لشخصين هما “فادي موفق حماده وأحمد فاروق عباس، بنسبة 50% لكل منهما”.
لكن خلال وضع حجر الأساس للمشروع، الشهر الماضي، تبين أن خالد زبيدي، الذي يعتبر من الاقتصاديين الصاعدين على الساحة السورية، هو من يقف وراء المشروع.
ووصفت وكالة “سانا” زبيدي بأنه “رئيس الشركة المستثمرة لمشروع نيرفانا”، ونقلت عنه إن “المشروع من المشاريع المهمة، التي ستكون نواة لبدء تعافي قطاع السياحة في سورية”.
حوت اقتصادي جديد
لم يكن زبيدي، ابن حي الميدان الدمشقي (46 عاماً)، معروفاً في دائرة الاقتصاديين ورجال الأعمال سابقاً، ليلمع اسمه خلال الأعوام الأربعة الماضية، كواحد من المستثمرين الكبار لأهم المشاريع العقارية في سورية.
وكان الظهور الأبرز لزبيدي عندما أسس شركة “زبيدي قلعي Z.K” مع رجل الأعمال السوري، نادر قلعي، قبل وفاته في لبنان في فبراير/ شباط العام الماضي.
وكان قلعي يعتبر أحد أبرز رجال الأعمال المقربين من نظام الأسد، ويدير مشاريع استثمارية كبيرة في البلد، كما أنه صديق وشريك لرامي مخلوف، وشغل لسنوات منصب المدير العام لشركة “سيرتيل” التي كان يملكها مخلوف.
بدأ زبيدي تحركاته الاستثمارية بتأسيس العديد من الشركات التي تعنى بالشأن العقاري، إذ أسس شركة “إبداع للاستثمارات”، ومدير ومالك شركة “زبيدي للتطوير”، ومدير شركة “إنجاز للاستثمار”، ومدير شركة “عقار للاستثمار”، ومدير عام “شركة الزبيدي والطويل للمقاولات”، وشريك مؤسس في شركة “عقاركم للتطوير والاستثمار العقاري”.
حصل زبيدي على ترخيص تنفيذ مشروع “غراند تاون” السياحي، في محيط مدينة المعارض وقصر المؤتمرات على طريق مطار دمشق الدولي.
وحسب الموقع الرسمي للمشروع، هو “مدينة تتموضع على مليونين ونصف مليون متر مربع، ومدينة سياحية متكاملة ومحاذية لمدينة المعارض وقصر المؤتمرات عند الجسر الرابع”.
كما أعلن زبيدي في تصريح لوكالة “سانا“، أنه يعمل على ثلاثة مشاريع سيتم إطلاقها قريباً منها “مشروع سكني يقع في منطقة الغسولة بريف دمشق بالقرب من مطار دمشق الدولي. تم بناء 350 شقة من أصل 650 ومع الأراضي الإضافية المعدة للتطوير العقاري سوف يصل مجموعها إلى 3000 شقة، ويضم مشفى ومدرسة ومول تجاري وخدمات متعددة أخرى”.
أما المشاريع الأخرى فهي “مول السلام” ومشروع فيلات طريق المطار مع مدينة الملاهي وفند “إيبلا”.
وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية اسم زبيدي على قوائم العقوبات، بموجب قانون “قيصر” في 2020، كأحد الداعمين لنظام الأسد.
علاقته مع الأسد
واللافت في شركات زبيدي هو ارتباطه مع يسار حسين إبراهيم، الذي برز اسمه بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، كمستشار في “القصر الجمهوري”، ورئيس المكتب الاقتصادي والمالي للرئاسة.
وحسب موقع “الاقتصادي” فإن زبيدي ويسار إبراهيم، أسسا شركة تطوير سنة 2017، تتركز نشاطاتها في إدارة وتملك كافة المشاريع الاستثمارية والمراكز التجارية والأسواق والمجمعات الترفيهية والمجالات الزراعية والسياحية.
ويعتبر يسار إبراهيم مديراً للمكتب الاقتصادي والمالي في قصر الأسد، والمقرّب من زوجته أسماء، حسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وظهر اسم يسار إبراهيم في العديد من التحقيقات الاستقصائية، كأحد الأشخاص المقربين من عائلة الأسد، كما برز اسمه في الصراع بين أسماء الأسد ورامي مخلوف حول شركة سيرتيل.
وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على يسار إبراهيم سنة 2020، كمساعد لبشار الأسد.