اختتمت أعمال الجولة 20 من محادثات “أستانة” حول سورية، اليوم الأربعاء، بعد مباحثات استمرت يومين بمشاركة ممثلين عن “الدول الضامنة” ووفدي النظام والمعارضة.
ونشرت وزارة خارجية كازاخستان البيان الختامي للاجتماع، مشيرةً إلى أنها اقترحت أن يكون الاجتماع هو الأخير ضمن هذه الصيغة.
وقال كانات توميش، نائب وزير الخارجية الكازاخي، “على خلفية التطورات الإيجابية في سورية مؤخراً، ندعو لأن يكون هذا الاجتماع هو الأخير في مسار أستانة”.
إلا أن وزارة الخارجية الروسية قالت إن قرار إنهاء الصيغة الحالية لـ “أستانة” قد اتخذ بالفعل.
وجاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في حديثه لوكالة “تاس”.
ومن المقرر أن تنتقل هذه المباحثات إلى مكان جديد، بحسب مبعوث بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، وضمن صيغة جديدة لم تتحدد معالمها بعد.
خطاب جديد في “أستانة 20”
وجاء في البيان الختامي لـ “أستانة 20″، التأكيد على مواصلة المباحثات المتعلقة بتطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد.
وأّكد البيان على “أهمية دفع هذه العملية على أساس حسن النية وحسن الجوار من أجل مكافحة الإرهاب”.
مضيفاً: “من الأهمية مواصلة الجهود النشطة لاستعادة العلاقات بين تركيا وسورية”.
وهي المرة الأولى التي يتطرق فيها البيان الختامي لمحادثات “أستانة” إلى العلاقات بين تركيا والنظام.
وتزامن انعقاد “أستانة 20” مع اجتماع رباعي بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري.
ويأتي الاجتماع ضمن عملية “بناء الحوار” بين تركيا والنظام، لبحث إمكانية تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وناقش الاجتماع الرباعي “خارطة الطريق”، التي اقترحتها روسيا تمهيداً لاستعاد العلاقات بين تركيا والنظام.
وبحسب بيان “أستانة 20” الختامي، فإن المشاورات الرباعية “كانت بنّاءة وتمت مناقشة التقدم المحرز في إعداد خارطة الطريق لاستعادة العلاقات بين تركيا وسورية”.
كما تحدث عن “أهمية التنسيق مع عمل وزارات الدفاع والخدمات الخاصة في سورية وروسيا وإيران وتركيا ومواصلة الجهود بهذا الاتجاه”.
ويدور الحديث مؤخراً عن “خارطة طريق” وضعتها روسيا ضمن مسار التطبيع بين تركيا والنظام.
وبحسب ما ذكرت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، فإن خارطة الطريق تتضمن “جدولاً زمنياً” للانسحاب التركي من سورية.
ورجحت “مصادر مطلعة” للصحيفة بأن تتضمن خارطة الطريق الروسية “إشارة واضحة لجدولة الانسحاب التركي من الأراضي السورية”.
في خطوة “تعكس رغبة موسكو بالمضي قدماً بتطوير العلاقات بين دمشق وأنقرة”.
إلا أن روسيا لم تتطرق رسمياً لهذه الخطوة، التي يصر عليها النظام كشرط للتطبيع مع تركيا، فيما ترفضها الأخيرة في الوقت الراهن.
خطوط عريضة سابقة
وتضمن البيان الختامي لـ “أستانة 20” بنوداً تم طرحها خلال الاجتماعات السابقة، تتعلق بـ “السيادة الوطنية” و”مكافحة الإرهاب” و”عودة اللاجئين” و”العملية السياسية”.
وجاء فيه: “تهيئة الظروف المناسبة لعودة آمنة وطوعية وكريمة للسوريين بمشاركة المفوضية”.
إلى جانب “تفعيل العملية السياسية وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق في جميع أنحاء سورية”.
كما أكد البيان على “إدانة نشاط التنظيمات والجماعات الإرهابية في سورية، وضرورة تنفيذ جميع الاتفاقات القائمة شمال سورية”.
وأدان البيان “الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية، والتي تعد انتهاكاً للقانون الدولي وسيادة سورية ووحدة أراضيها”.
ودعا المشاركون في “أستانة 20” إلى النهوض بالعملية السياسية للحل في سورية، ورفض “الخطط الانفصالية” و”الحكم الذاتي” في الشرق السوري.
ويعتبر مسار “أستانة” الأطول من ناحية المسارات السياسية المتعلقة بالملف السوري،
وكانت أولى جولاته قد انطلقت في مطلع عام 2017، وبلغت 20 جولة حتى اليوم.
ومن أبرز ما توصلت إليه “الدول الضامنة” فيها، هي مناطق “خفض التصعيد”، والتي سيطرت قوات الأسد عليها بشكل كامل، ما عدا محافظة إدلب، والتي تعتبر منطقة “خفض التصعيد” الرابعة.