تفيد تطورات الساعات الأخيرة والتصريحات الصادرة عن اقتراب الرد الإيراني على إسرائيل بعد استهداف قنصليتها في دمشق، في ظل ضبابية الرد حتى الآن إن كان مباشراً من طهران أو عبر وكلائها في المنطقة.
ويأتي ذلك وسط تخوف بأن يؤدي الرد الإيراني المحتمل إلى تصعيد الصراع أكثر في الشرق الأوسط، ودخول دول أخرى على خط الصراع، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعهدت بالوقوف إلى جانب إسرائيل في حال تعرضها لهجوم إيراني.
التطور الأول كان إعلان وكالة “مهر” الإيرانية، نقلاً عن وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، تعليق الطيران في أجواء طهران.
وقالت الوكالة، إن وزير الدفاع أعلن تعليق الطيران في أجواء طهران اعتباراً من منتصف الليل، بسبب “مناورات عسكرية”.
إلا أن الوكالة حذفت الخبر بعد دقائق، ثم نفت نشر مثل هذا التقرير.
أما التطور الثاني كان إعلان شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” تعليق رحلاتها إلى طهران لمدة 24 ساعة.
وحسب وكالة “رويترز” فإن الشركة الألمانية علقت رحلاتها من وإلى طهران في الفترة من 6 أبريل حتى 11 أبريل على الأرجح.
وأرجعت الشركة قرارها إلى “الوضع في الشرق الأوسط”، مؤكدة أنها في حالة تأهب تحسباً لرد إيراني محتمل.
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم الشركة قوله “نحن نراقب الوضع في الشرق الأوسط باستمرار، وعلى اتصال وثيق مع السلطات، سلامة ضيوفنا وأفراد الطاقم هي الأولوية القصوى للوفتهانزا”.
وفي تطور آخر، أوصت الخارجية الروسية مواطنيها بعدم السفر إلى منطقة الشرق الأوسط، وخاصة لبنان وفلسطين وإسرائيل.
وقالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إن “الوضع متوتر في منطقة الشرق الأوسط في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل لا يزال مضطرباً”.
وأضافت: “نوصي المواطنين الروس بإلحاح بالامتناع عن السفر إلى المنطقة، وخاصة إلى إسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية إلا في حالات الضرورة القصوى”.
توقعات أمريكية بعد تحذير
التطور الرابع كان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، التي تحاول تخفيف التوتر في المنطقة وعدم التصعيد.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر وصفته بالمطلع، أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكجورك اتصل بوزراء خارجية أربع دول بالشرق الأوسط وطلب منهم إيصال رسالة إلى طهران.
وقال المصدر إن ماكجورك طلب من السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر والعراق “تسليم رسالة إلى إيران يحثها فيها على خفض التوترات”.
وفي تطور أخير كان من خلال وسائل الإعلام الأمريكية، التي نشرت تقارير تحدثت عن اقتراب الرد الإيراني.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” عن أشخاص مطلعين على معلومات استخباراتية، قولهم إن “الهجمات الصاروخية أو الطائرات بدون طيار الكبرى التي تشنها إيران أو وكلاؤها ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل أصبحت وشيكة”.
وقالت المصادر إن “الهجوم المحتمل، ربما باستخدام صواريخ عالية الدقة، قد يحدث في الأيام المقبلة”.
وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين يساعدون إسرائيل في التخطيط وتبادل التقييمات الاستخباراتية.
وحسب أحد الأشخاص للوكالة فإن “البعثات الدبلوماسية الأجنبية تستعد بالفعل للضربات المحتملة، وتضع خطط طوارئ للإخلاء وسط طلبات من السلطات الإسرائيلية بشأن إمدادات الطوارئ مثل المولدات والهواتف الفضائية”.
وأضاف أنه “ليس من الواضح بعد ما إذا كان الهجوم المحتمل من قبل إيران ووكلائها سيحول الصراع إلى حرب أوسع وأطول أم سيظل تحت السيطرة”.
كما نقلت ” ABCNews” عن مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية قوله إن “إيران قد تنتقم برد متناسب يستهدف منشأة دبلوماسية إسرائيلية أو بضرب إسرائيل مباشرة”.
وأضاف المصدر أن “المصالح الإقليمية لإسرائيل معرضة لخطر كبير”.