شن مجهولون، في وقت متأخر من مساء الجمعة، هجومين مزدوجين على حاجزين لمخابرات الأسد، في ريف درعا، وذلك وسط تزايد انتهاكات أجهزة أمن النظام، بحق المدنيين، وآخرها إعدام ثلاثة منهم، رمياً بالرصاص، من قبل مجموعة تتبع لفرع الأمن العسكري.
وأفاد “تجمع أحرار حوران”، أنّ مجهولين، شنّوا هجوماً بالأسلحة الخفيفة على حاجز يتبع للأمن العسكري قرب بلدة صيدا شرقي درعا، ما أدى لسقوط قتيلين من عناصر الحاجز.
كما هاجم مجهولون حاجزاً للمخابرات الجوية بين بلدتي المسيفرة والغارية الشرقية، ما أدى لسقوط قتلى من عناصر الحاجز.
بدورها قالت صفحات موالية، من بينها “بعرين الحدث”، إن ﺣﺼﻴﻠﺔ القتلى جراء الهجوم على ﺣﺎﺟﺰ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﻔﺮﺓ، ارتفع ﺇﻟﻰ ﺛﻼثة ﻭﺇﺻﺎﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.
وذكرت الصفحة أسماء قتلى عناصر المخابرات الجوية وهم: (ﻣﻬﻨﺪ ﻣﻄﻴﺮﻱ، ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺩﻭبا، ﺃﻳﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﺪ(.
وشهدت المنطقة التي وقع فيها الهجوم، استنفاراً أمنياً، لقوات الأسد بعد انسحاب المُهاجِمينْ، فيما لم تتبنَ أي جهة مسئوليتها عن الهجمات حتى الآن.
وتتوتر الأوضاع في ريف درعا الشرقي بين الحين والآخر، نتيجة استهدافات متكررة لحواجز ومواقع تابعة لقوات الأسد. وفيما لا تتبنى جهةٌ بعينها الهجمات، فإن ناشطين من درعا، يقولون أن ذلك يأتي في إطار الرد على استمرار انتهاكات قوات الأسد بحق أبناء المنطقة، بعد ما عُرِفت باتفاقيات “التسوية” التي يوليو/تموز 2018.
توتر جديد في درعا
ويأتي الهجوم الجديد، بعد أيام من إقدام عنصر من للأمن العسكري، على قتل 3 أشخاص ورمى جثثهم قرب دوار الكازية، في منطقة درعا البلد.
ووفقاً لـ”تجمع حوران”، فإن مجموعة مسلّحة بقيادة “مصطفى قاسم المسالمة” الملقب بـ”الكسم”، أقدمت على تصفية ثلاثة شبان بدرعا البلد، صباح الخميس 9 يناير/كانون الثاني الجاري، وهم “أحمد خالد الأصفر” وشابين شقيقين من اللاجئين الفلسطينيين “عبدالله عبدالقادر الجابر”، “مالك عبدالقادر الجابر”، بعد أن تم اختطافهم قبل أسبوع.
وعثر الأهالي على جثث القتلى، عند دوار الكازية بدرعا البلد، وتظهر عليها آثار تعذيب شديد قبيل إعدامهم رمياً بالرصاص.
ووفقاً للمصدر، فإن الشبان الثلاثة مدنيّون، ولم يُشهد لهم أي نشاط عسكري، حيث يتهم “الكسم” الشبان بوقوفهم خلف اغتيال شقيقه “وسام المسالمة”، الذي قُتل نتيجة استهداف سيارته بعبوة ناسفة قبل أسبوعين عند دوار المصري بدرعا البلد.
ويعد مصطفى المسالمة، أحد القياديين الذين وقعوا على اتفاق “التسوية” مع نظام الأسد، وانضوى عقب ذلك، في شعبة المخابرات العسكرية، والتي يترأسها العميد في قوات الأسد، لؤي العلي، بدرعا.
يشار إلى أن مدينة درعا، شهدت مؤخراً توتراً، على خلفية قيام مسلّحين مجهولين باغتيال عدة شخصيات مرتبطة بشبعة المخابرات العسكرية، وعمليات خطف لعناصر سابقين في المعارضة، لم ينضووا تحت تشكيلات قوات الأسد، بعد اتفاق “التسوية”.
ومنذ مطلع أغسطس/ آب العام الماضي، لم تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال في محافظة درعا، أو الاستهدافات التي تطال القوات الروسية وقوات الأسد، وسجلت جميعها ضد “مجهول”.
وتغيب تعليقات النظام عن الفوضى الأمنية التي تشهدها محافظة درعا، والتي شهدت أبرز اتفاقيات “التسوية”، قبل نحو 18 شهراً، وبموجبها انسحبت فصائل المعارضة من جميع المساحات التي كانت تسيطر عليها في درعا المدينة وريفها الغربي والشرقي، لصالح القوات الروسية وقوات النظام.
وعقب “التسوية” في درعا، انقسمت المناطق في المحافظة إلى قسمين، الأول تحت الهيمنة الروسية، المتمثل على الأرض بـ”الفيلق الخامس” والمنتشر في مدينة بصرى وبعض قرى الريف الشرقي لدرعا، ويتصدره القيادي أحمد العودة.
أما القسم الآخر تحت هيمنة أفرع النظام الأمنية، وقواته العسكرية كـ”فرع الأمن العسكري” و”الفرقة الرابعة”، (أي خارج حسابات الروس عسكرياً)، والتي تتركز هيمنتها العسكرية في قرى الريف الغربي والشمالي لدرعا.