نشر معهد “دراسة الأمن القومي الإسرائيلي” دراسة عن سورية في ذكرى استلام بشار الأسد الحكم قبل 20 عاماً، خلص فيها أن مستقبل المنطقة “سيكون أفضل بدون الأسد”.
وقال المعهد في الدراسة التي ترجمتها “السورية.نت” اليوم الاثنين: “في الذكرى العشرين لصعوده إلى السلطة، يواجه بشار الأسد تحديات الحكم والسيادة التي تفرضها الحرب الأهلية التي لم تكتمل بعد، بما في ذلك تدمير وتدمير البنية التحتية، والوجود الأجنبي، وانعدام السيطرة في إدلب المنطقة”.
وأضاف المعهد: “تزداد الأزمة الاقتصادية سوءاً، وفرضت عقوبات أمريكية جديدة، وهناك احتجاجات عامة وانقسامات بين دائرة الأسد المقربة (…) قد يخلق التقاء التطورات نافذة من الفرص، لجهود دبلوماسية متجددة بقيادة الولايات المتحدة وروسيا وتركيا لمحاولة إعادة سورية إلى مسار سياسي ومدني مستقر، ربما حتى تحت قيادة جديدة”.
وتطرق المعهد في دراسته إلى الاحتجاجات التي تشهدها عدة مناطق سورية ضد نظام الأسد، وخاصةً في محافظة السويداء.
ووصفها بأنها “انعكاسات دقيقة لمحنة البلاد، وتشير إلى الوضع القاتم وغير المستقر للرئيس بشار الأسد، وهو يواجه هذه التحديات”.
وسرد المعهد الأزمات التي تمر بها سورية بفعل نظام الأسد، سواء على المستوى الاقتصادي أو الأمني، ومؤخراً أزمة فيروس “كورونا”، إضافةً إلى الأزمة الداخلية والمتمثلة بالصراع الدائرة بين الأسد ومخلوف.
وأشار المعهد إلى أن “مصالح الأسد الشخصية والسياسية والعسكرية تفوق اعتبارات رفاهية البلاد، ومن المرجح أن يكون الانتشار السريع للفيروس التاجي في سورية عاملاً معجلاً إضافياً يؤدي إلى اضطرابات عامة واسعة النطاق”.
ومنذ مطلع أحداث الثورة السورية التزمت إسرائيل بالصمت حيال ما يجري في سورية، لكنها اتخذت موقفاً واضحاً بعد التدخل العسكري الإيراني.
وتمثل موقفها الذي تصر عليه حتى اليوم، بإبعاد الوجود الإيراني من سورية بشكل كامل، وخاصةً من المناطق الجنوبية في درعا والقنيطرة.
وتلتزم إسرائيل الصمت حيال عملياتها العسكرية داخل سورية، لكن في المقابل تكشف عن بعض العمليات بهدف إرسال رسائل إلى النظام وإيران.
وكانت عدة صحف إسرائيلية قد ذكرت على عدة فترات، في السنوات الماضية، أن رأس النظام السوري، بشار الأسد، أصبح شريكاً استراتيجياً لإسرائيل.
وفي مقال تحليلي لصحيفة “هآرتس”، في أواخر عام 2018، قالت فيه إن تقييمات الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية تظهر بأنهم “ينظرون إلى استمرار حكم الأسد بأنه الأفضل أو حتى الحيوي لأمن إسرائيل”.
وتحدثت الصحيفة عن موقف المسؤولين الإسرائيليين من نظام الأسد في بداية الثورة في 2011، والتنديد بانتهاكات قوات الأسد تجاه المتظاهرين المدنيين
ووصف هذه التصريحات بأنها “بهلوانيات دبلوماسية”، واعتبرها تغذية لنظريات المؤامرة (التي يصر عليها النظام)، في حين كان “الثوار السوريون” مقتنعين بأن إسرائيل تريد أن يبقى الأسد في السلطة، قائلًا “لقد كانوا على حق”.
هل حان الوقت لسوريا بدون الأسد؟
إلى ذلك وفي سياق الدراسة، طرح معهد “دراسة الأمن القومي الإسرائيلي” سؤالاً عنوانه “هل حان الوقت لسورية بدون الأسد؟”.
واعتبر أن “ضعف الأسد يمنح المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، فرصة سانحة”.
وقال إن “إسرائيل تشارك في حملة عسكرية ضد الترسيخ الإيراني في سورية، بينما تعمل الولايات المتحدة على تعزيز نضالها الاقتصادي ضد النظام”.
وحسب المعهد، فإن “الحلقة المفقودة في هذه المعادلة هي عملية دبلوماسية قوية تقودها الولايات المتحدة، كبديل للقنوات الدبلوماسية الضعيفة التي فشلت حتى الآن في إنهاء الحرب وإعادة سورية إلى مسارها للإصلاح السياسي وإعادة الإعمار المدني والاقتصادي”.
وتتطلب مثل هذه الخطوة، وفق المعهد “تعاوناً أكثر صرامة بين الولايات المتحدة وروسيا، التي تهتم أيضاً بإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في البلاد، مع الاستفادة من مصالحهما المشتركة تجاه تركيا”.
وستشمل أهداف الخطوة المذكورة “توطيد نظام أكثر تمثيلاً وقائماً على المساواة، وعملية انتخابات خاضعة للإشراف والنزاهة، وإصلاحات دستورية، وخطة إعادة إعمار شاملة مدفوعة بدعم إقليمي ودولي، وأكثر من ذلك”.
وفي ظل الظروف الحالية أشار المعهد الإسرائيلي “يبدو أن أي شكل بديل تقريباً من الحكم في سورية سيكون أفضل من الوضع الحالي، وكلما كان ذلك أفضل”.