“دعم التعليم أولوية”.. افتتاح مدرسة “الساروت” في “قباسين” بريف حلب (صور)
شهدت مدينة قباسين بريف حلب الشرقي، صباح أمس الخميس، افتتاح مدرسة الشهيد “عبد الباسط الساروت” للتعليم الابتدائي، بتمويلٍ من “المنتدى السوري”، وبالتعاون مع المجلس المحلي في المدينة، بحضور عدد من الفعاليات المدنية والإنسانية ومؤسسات حكومية.
ويأتي افتتاح المدرسة، وفقاً للقائمين على المشروع، مع زيادة أعداد الطلاب المتسرّبين، وتراجع البنى التحتية للقطاع التعليمي في مناطق شمال غربي سورية، ورؤية “المنتدى السوري” في “دعم القطاع التعليمي كأولوية مطلقة”.
وتخلل الحفل عدة عروض للأطفال وتعريف بالشهيد “الساروت”، كما وقف الرئيس التنفيذي لـ”المنتدى السوري” غسان هيتو، بالأرقام على معاناة القطاع التعليمي والتحديات التي تعترضه في الشمال السوري وسورية عموماً.
وحضر حفل الافتتاح، نائب والي “غازي عنتاب” التركية انل الكال، ووزير التربية والتعليم في “الحكومة السورية المؤقتة”، جهاد حجازي، وممثلون عن منظمات مجتمع مدني وفرق إنسانية.
“التعليم أولوية مطلقة”
وقال هيتو، خلال كلمةٍ ألقاها في الحفل، إنّ “ملف التعليم من أكثر ملفات السيادة في سورية، وأكثرها إهمالاً وتضرراً، رغم أهميته الكبيرة، التي بموجبها يجب أن يوضع ملف التعليم على سلّم الأولويات القصوى لدى جميع المنظمات الدولية الداعمة، التي ما زالت تعتبر حتى اليوم، أن دعم الملف التعليمي ليس من المساعدات المنقذة للحياة في سورية”.
وأضاف: “الخطر كبير والأزمة كبيرة، إذ لدينا أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة، وحوالي 1.3 مليون مهددون بترك المدرسة في أرجاء سورية”.
وأكد خلال كلمته على معاناة القطاع التعليمي في مناطق شمال غربي سورية، التي بلغت نسبة أعداد الطلاب المتسرّبين فيها، وفقاً لقوله، حوالي 66.3 في المئة من إجمالي الأطفال، بحسب منظمات دولية.
وأشار إلى أنّ “دعم القطاع التعيليمي أولوية مطلقة للمنتدى السوري، رغم التحديات والعقبات التي تواجهنا، وذلك من خلال شقّين اثنين، الأول يتعلق بالنبية التحتية من الناحية الإنشائية والمعمارية، الذي يرتكز على إنشاء المدارس وإعادة تأهيلها، والثاني من خلال دعم المدرّسين بالرواتب الشهرية وتأمين المصاريف التشغيلية للمدارس”.
وكشف أنّ “أبرز العقبات التي تواجه القطاع التعليمي، ترتكز على زيادة أعداد الطلاب في كل عام، والفجوة بيننا وبين منظمات المجتمع الدولي، التي لا تقدم دعماً يتناسب مع حجم الحاجة”.
“نظام الفوجين”
يقول مصطفى شاكر، وهو مهندس موقع مشروع المدرسة في منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” إحدى مؤسسات “المنتدى السوري”، إنّ “المدرسة ستعمل على نظام الفوجين، بسعة 300 طالب وطالبة لكل فوج، بهدف استيعاب أكبر قدر ممكن الطلاب”.
ويضيف شاكر لـ”السورية.نت”، أنّ “المدرسة تأسست في الوقت الحالي لاستيعاب طلاب المرحلة الابتدائية بسعة 9 غرف صفية، إلى جانب غرفتين إداريتين”.
وقال شاكر إنّ “المدرسة نجحت في إغلاق الخيم الصفية، وأمّنت غرفاً صفية نموذجية تستوعب 30 طالباً، مع كافة احتياجاتها من مقاعد وألواح كتابة ومدافئ وتجهيزات لوجستية”.
“الخيمة التعليمية”..ملاذ وحيد لألاف الأطفال النازحين في إدلب
وراعى المشروع، جميع الظروف الفنيّة، لإمكانية توسعة المدرسة مستقبلاً، ببناء طابق إضافي، بحسب شاكر.
“تخفيف الضغط الطلابي”
عمر أحمد حسن، مدير التربية في مدينة قباسين، قال لـ”السورية.نت”، إن “أهمية افتتاح المدرسة يأتي من حاجة الحيّ الغربي القائمة فيه إلى مدرسة، في ظل زيادة الرقعة العمرانية في المدينة وزيادة عدد الطلاب بشكل كبيرة”.
وأوضح مدير التربية، أنّ “المدرسة وفّرت قطع الطلاب مسافات بعيدة للوصول إلى المدارس الأخرى، فضلاً عن الضغط الطلابي الكبير على باقي المدارس في المدينة”.
وتساهم المدرسة، بحسب أحمد حسن، في إغلاق الخيام التعليمية التي أوجدت بسبب نقص الغرق الصفية، إذ تستقطب المدرسة الجديدة فائض باقي المدارس من الطلاب التي تعاني من الضغط الطلابي.
وريردف: “أعداد طلاب المدرسة قادمة من 3 مدارس أخرى موزعة في أحياء المدينة”.
وكانت أسرة “المنتدى السوري” افتتحت خلال أغسطس/آب الماضي، مدرسة (15 آذار) في بلدة أخترين بريف حلب، وتتسع لـ 200 طالب، ضمن مساعيها “لإعادة الطلاب إلى حياتهم الطبيعية على مقاعد الدراسة”.
وتأخذ المنظمات المحليّة على عاتقها، في ظل شح الدعم الدولي للقطاع التعليمي، مسؤولية رفد ودعم القطاع التعليمي في المنطقة، بمختلف المتطلبات منها البنى التحتية، والرواتب الشهرية والمصاريف التشغيلية.
وعلى الرغم من جهودها في دعم هذا القطاع، إلا أنّ تحديات عديدة ما زالت تواجه السلك التعليمي، أبرزها المرتّب الشهري المتواضع للمدرّس، وغياب الدعم الكامل عن عدد واسع من المدارس، وتضرر البنى التحتية نتيجة العمليات العسكرية والقصف.
الباب..مخاوف من “انهيار” العملية التعليمية مع استمرار إضراب المعلمين