شرعي بارز بـ”تحرير الشام” يدعو لـ”مصالحة شاملة”
أثارت دعوة الشرعي البارز وعضو مجلس الشورى في “هيئة تحرير الشام”، أبو الفتح الفرغلي، إلى “مصالحة شاملة” ردود فعل واسعة بين سوريين.
وكان الفرغلي وجه عبر قناته الخاصة في “تلغرام”، أمس الثلاثاء، دعوة إلى ما أسماه “المصالحة العامة في الشام”، قائلاً إن “أي نظرة لوضع الساحة الشامية الآن تدرك أنها أحوج ما تكون لمصالحة عامة بين جميع مكوناتها السنية”.
واعتبر الفرغلي أن “هذا الحل الوحيد للاستمرار والتقدم لتحقيق الهدف الأعلى، وإلا سندفع الثمن باهظاً”، مشيراً إلى أنه “لابد أن نقدم جميعاً بلا استثناء تنازلات مؤلمة من أجل المصالحة مهما كان الماضي مؤلماً والحاضر أسود”.
ولاقت الدعوة استياء شخصيات قيادية سابقة في “جبهة النصرة”، وكذلك متابععين لشؤون الجماعات الجهادية، إذ وصف الباحث عباس شريفة عبر حسابه في “تويتر” الدعوة بأنها “مشبوهة”.
وقال شريفة إن “دعوة الفرغلي للمصالحة بعد أن كان عراباً لحملات بغي الجولاني (قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني)، ومصدراً لفتاوى الغلو والتكفير ومتقدماً خطوط المعارك التي سفكت بها دماء الفصائل، دعوة مشبوهة تأتي في سياق بحث تحرير الشام عن سبل التغلغل الأمني والفكري والعصبوي في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات”.
في حين قال القيادي الشرعي السابق في “جبهة النصرة” علي العرجاني المعروف بأبي الحسن:”لا نريد منهم التنازلات وإنما يراد منهم الخضوع لحكم الله تعالى والنزول للقضاء الشرعي فهذه أولى خطوات الإصلاح والاعتصام بحبل الله”.
واعتبر العرجاني أن “كل دعوة بخلاف هذه فهي من إعانة الظالم على المظلوم ومن يبحث عن الشراكة مع الظالم فهو ظالم مثله”.
في حين تساءل الناشط الإعلامي أبو مجاهد الحلبي بـ “هل دعوة الفرغلي تعيد من قتلهم بفتاويه الضالة المضلة إلى ذويهم، وهل تعيد دعوته للتصالح المناطق التي خسرناها، وهل تخلي دعوة الفرغلي ذمته أمام الله والناس في الدماء التي سفكت بسبب فتاويه لسيده الجولاني”.
واعتبر أبو مجاهد أنه إذا كانت الدعوة “إقرار منه بعظيم ما اقترفته يداه في حق الثورة، إذاً فمحاسبته أمام محكمة عادلة أولى الخطوات في سبيل معرفة صدق دعواهم”.
ويعتبر الفرغلي من الشخصيات المقربة من زعيم “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، والنافذة في الهيئة خلال السنوات الماضية، ويشتهر بإصدار فتوى في أذار 2018 أثناء المعارك التي كانت دائرة بين “تحرير الشام” و”جبهة تحرير سورية”.
ونصت فتوة الفرغلي حينها “بقتل كل من يقاتل، اضرب فوق الرأس وتحت الرأس، اقتله نصرة للدين، وحتى لو انهزم لمناطق يقاتلنا منها اقتله، لو كان ينسحب انسحاب أيضاَ فأجهز عليه واقتله”.
وتأتي دعوة الفرغلي في ظل إطلاق مسؤولين في الهيئة وقائدها الجولاني، تصريحات خلال الأشهر الماضية، تحاول في فحواها، رسم صورة جديدة “معتدلة” للهيئة، التي تصنف على قوائم الإرهاب “السوداء” لدى معظم الدول.
وكان الشرعي العام لـ”هيئة تحرير الشام”، عبد الرحيم عطون، خاطب قبل أشهر الدول الغربية، داعياً إلى تطبيع العلاقات مع الهيئة، كون الفصيل الذي يتبع له “لا يشكل أي خطر”، بحسب تعبيره.