رغم دخول الشتاء..أسواق الألبسة في إدلب تفتقد زبائنها(صور)
تشهد أسواق الألبسة في مدينة إدلب، ركوداً ملحوظاً في الحركة الشرائية، على الرغم من دخول فصل الشتاء، الأمر الذي يشتكي منه باعة وتجار في السوق الشعبية والصالات الكبرى.
وترتبط حالة الركود، بشكل وثيق بارتفاع أسعار الملابس الجديدة والمستعملة على حدٍ سواء، بما لا يتلاءم مع الدخل المحدود لمعظم السكان في مناطق شمال غربي سورية.
الأسعار مرتفعة
برهان القاسم، صاحب صالة ألبسة، يوضح في حديثٍ لـ”السورية.نت”، أنّ “الحركة الشرائية تشهد ضعفاً كبيراً ضمن الأسواق، على خلاف المعتاد، مبيناً أنّ بعض الأيام قد تشهد دخول زبون أو زبونين إلى المحل فقط”.
ويضيف: “العامل يدخل ويسأل عن السعر فيتفاجأ أنّ بعض القطع قد تفوق أجره الأسبوعي، ويتراجع بعد ذلك عن قرار الشراء، وهذا الأمر ينطبق على كثير من محدودي الحال المعيشي”.
وينحصر شراء الألبسة الجديدة على أصحاب الدخل المتوسط فما فوق، وهم الشريحة الأقل بين السكان حسبما قال تجار ألبسة وباعة في سوق إدلب.
يشير في هذا السياق، أبو عبدو صاحب محل ألبسة في مدينة إدلب، إلى أنّ “الأسعار بصورة عامة مرتفعة جداً ولم تعد تناسب الواقع المعيشي السائد للأهالي في المنطقة”.
ويوضح لـ”السورية.نت”، أنّ القوة الشرائية تراجعت لدى الزبائن بسبب تقاضيهم بـ”العملة التركية” بعد تراجع سعر صرفها أمام الدولار، علاوةً أنّ الضيق المعيشي دفع الأهالي إلى تقديم الأولويات الأساسية من مأكل ومشرب وسكن على ما باتوا يعتبرونه من الرفاهيات مثل “اللباس وغيره”.
ويلفت ذات المتحدث، إلى أنّ الإقبال اليوم على شراء الألبسة الجديدة، يقتصر مثلاً على “الموظفين في منظمات إغاثية وحقوقية وما إلى ذلك، والتجّار” وشرائح أخرى مثل من له قريب خارج البلاد يحوّلُ له مبلغاً شهرياً جيداً.
ويؤكد أن جميع أصناف الملابس ارتفعت من دولارين إلى 5 دولارات للقطعة الواحدة.
ويتراوح سعر البنطال من 90 إلى 170 ليرة تركية، في حين أنّ سعر المعطف من 200 إلى 500 ليرة تركية، بينما “الكنزات” من 90 إلى 150 ليرة، كل بحسب نوعيته وجودته.
عبد العزيز نجم، وهو مصور صحفي، يقول لـ”السورية.نت”، إنّ شراء بدل لباس جديد كفيل أن يصرف حوالي ربع مرتبه الشهري.
ويوضح نجم المقيم في مدينة إدلب، إنّ ارتفاع أسعار الملابس الجديدة اضطره إلى الاقتصار على بدَل أو بدَلين فقط، في العام الواحد.
وتطغى البضاعة التركية على سوق الملابس، في حين تتوفر على خجل “الوطنية ـ المحلية” القادمة عبر طرق التهريب من دمشق وحلب، والتي تعاني من ارتفاع “جنوني” في أسعار النقل إلى جانب “الأتاوات”.
“البالة” خيار غير مشجّع
ظلت الألبسة المستعملة أو ما تعرف محلياً بـ”البالة”، بديلاً مناسباً للأهالي، عن الألبسة الجديدة مرتفعة الثمن والتكلفة، علاوةً عن كونها محطّ اهتمام ومتابعة من قبل كثير من هواتها، قبل أن تتراجع جودتها بشكلٍ جلي في السوق.
يوضح أبو أحمد الحمصي، الذي يملك متجراً للألبسة المستعملة في سوق إدلب، أنّ نوعية الملابس المستعملة “البالة” تراجعت بشكل كبير، كما أنّ البضاعة الرديئة تغزو السوق اليوم، بعد أن حظر الجانب التركي قبل سنتين استيرادها عبر أراضيه.
ويقول لـ”السورية.نت”، إنّ “البالة” تقتصر على التركية منها، والقادمة من العراق، عبر خطوط المعابر وطرق التهريب ما يرتب عليها ضرائب وأتاوات كبيرة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع ثمنها أيضاً.
ويشير إلى أنّ “البالة خيار اضطراري للأهالي لأنها أرخص من الجديدة فقط، إلا أنها لم تعد مفضلة لدى كثير من روّادها، بسبب تراجع جودتها”.
في هذا السياق، يقول يوسف أبو عبد القادر، إنّ “البالة كانت أقرب منها للجديد، وبعضها كان يتفوق عليها، لأنها ماركات أجنبية”.
ويضيف لـ”السورية.نت”: “بحال لم أجد طلبي في البالة، سأعدل عن قرار الشراء، لأنّ الجديد صار صعب المنال”.