روسيا تتمسك بـ”تجربتها السورية” في أوكرانيا: هل تنفع الخبرات المكتسبة؟
في أحدث تصريحاته حول تطوير أنظمة ومعدات القوات المسلحة الروسية، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن بلاده ستستفيد من تجاربها العسكرية في سورية وأوكرانيا.
ودعا شويغو خلال اجتماعه مع قيادات الجيش الروسي، اليوم الثلاثاء، إلى وضع خطط التدريب والتزويد بالمعدات للقوات المسلحة الروسية، بناء على الخبرات المكتسبة في سورية وأوكرانيا.
وأضاف: “موسكو ستوسع ترسانة أسلحتها الهجومية، وستواصل تطوير الدرع النووي باعتباره الضامن الرئيسي لسيادة البلاد وسلامة أراضيها”.
تأكيدات سابقة
منذ تدخل روسيا العسكري في سورية عام 2015، تكررت تصريحات مسؤولين روس حول الاستفادة من التجارب التي اكتسبتها القوات الروسية على الأراضي السورية، خاصة خلال الحرب الأخيرة على أوكرانيا.
وتعتبر سورية الساحة الأخيرة قبل أوكرانيا، والتي لعبت فيها القوات الروسية دوراً أساسياً في سياق العمليات العسكرية الكبيرة التي أطلقتها لدعم رأس النظام السوري، بشار الأسد، مستخدمة ترسانة عسكرية كبيرة، من الجو والبحر والبر.
وقبل شهر، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى تطبيق آلية استخدمتها قواته في سورية على الخطوط الأمامية للجبهات في أوكرانيا.
وأضاف وفق ما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عنه، في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن “آلية تبادل المعلومات بين مؤسسات المجمع الصناعي العسكري والوحدات المشاركة في عملية عسكرية خاصة يجب أن تكون فعالة قدر الإمكان لتحسين جودة العمل، كما تم استخدام هذه الممارسة في سورية”.
وتابع: “زار متخصصون روس سورية مراراً وتكراراً خلال العملية ضد الإرهابيين، لاتخاذ القرارات والعمل في الموقع”.
وتُشير تصريحات مسؤولين في الجيش الروسي، إلى أن روسيا جرّبت أصناف مختلفة من الأسلحة في سورية، وصل عددها إلى أكثر من 320 نوعاً، حسب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
وقال شويغو، في تصريحات سابقة، إن بلاده اختبرت جميع الأسلحة الروسية الحديثة في عملية “مكافحة الإرهاب” في سورية منذ عام 2015، أي منذ تدخلها العسكري بطلب من نظام الأسد.
“أوكرانيا ليست سورية”
تشير تقارير حقوقية إلى أن روسيا تستخدم نفس الاستراتيجية العسكرية التي استخدمتها في سورية، وهي سياسة “الأرض المحروقة” للسيطرة على المناطق التي تسيطر عليها القوات والفصائل التي تقاتلها في أوكرانيا وسورية.
وفي تقرير لها في أبريل/ نيسان الماضي، قالت صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “تتعلم روسيا أن أوكرانيا ليست سورية”، إن موسكو تستخدم نفس التكتيكات التي استخدمتها في سورية، خلال حربها على أوكرانيا.
وأضافت أنه “لحسن حظ الأوكرانيين يختلف الصراعان في بعض النواحي الحاسمة، وربما قد تكون سورية قد شجعت بوتين، لكنها ليست دليلًا لغزو أوكرانيا”.
وتابعت: “يضع دفاع أوكرانيا، الأقوى من المتوقع، براعة روسيا العسكرية موضع تساؤل جاد لعدة أسباب”.
ومن بين تلك الأسباب، هو أن عدد الجنود الذين أرسلهم بوتين إلى أوكرانيا يفوق بكثير عدد الذين أرسلهم إلى سورية، وهذا ما أسهم بـ “إخفاء عيوب الجيش الروسي في سورية”، بحسب الصحيفة.
كما أن روسيا تقاتل ضد “حكومة موحدة” في أوكرانيا، على عكس الوضع في سورية، إذ تقاتل روسيا إلى جانب “حكومة مركزية” ضد فصائل المعارضة، حسب “واشنطن بوست”.
ومن بين الأسباب التي استعرضتها الصحيفة، هو أن الأوكرانيين أفضل تسليحاً من فصائل المعارضة السورية، التي لم تكن تملك أسلحة دفاع جوي على عكس الجيش الأوكراني.
سيرغي سوروفيكين..شهد مجزرة الكيماوي في سورية قبل نقله لأوكرانيا
من جانبها، ذكرت صحيفة “أسوشيتد برس” أن روسيا استعانت بجنرالات روس خاضوا حرباً “شرسة وعنيفة” في سورية، خلال غزوها لأوكرانيا.
وقالت في تقرير لها، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إن روسيا عيّنت الجنرال سيرغي سوروفيكين قائداً للقوات الروسية، في منطقة العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأضافت أن سوروفيكين قاد نهجاً “قاسياً” في سورية، إذ أشرف على تدمير مدن بأكملها لطرد فصائل المعارضة منها، دون إيلاء الكثير من الاهتمام للسكان المدنيين.
وتابعت: “من الممكن أن يكون سجله الحافل في سورية عاملاً وراء تعيينه في أوكرانيا، حيث تحرك بوتين لرفع المخاطر وعكس سلسلة من الهزائم المهينة”.