علّقت روسيا على الهجمات المتصاعدة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية، والتي أسفر آخرها عن مقتل 40 عنصراً من قوات الأسد، بعد تعرضهم لكمين في بادية دير الزور.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، اليوم الاثنين، إن الوضع في محيط نهر الفرات شرقي سورية يزداد سخونة فيما يتعلق بتنشيط مقاتلي تنظيم “الدولة”.
وأضاف المسؤول الروسي في مقابلة مع وكالة “ريا نوفوستي” الروسية: “الوضع على الأرض في سورية استقر، لكنه لا يزال متفجراً ومعقداً، ولا تزال التوترات قائمة في المناطق التي لا تسيطر عليها دمشق”.
وما سبق هو أول تعليق روسي على هجمات تنظيم “الدولة” التي استهدفت قوات الأسد في عدة مواقع، وخاصة في مناطق شرق سورية.
وكانت روسيا قد أطلقت عدة عمليات عسكرية للقضاء على خلايا التنظيم في البادية السورية، أبرزها “الصحراء البيضاء”، لكنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم ميداني على الأرض.
وباتت البادية السورية “ثقباً أسوداً” قتل فيه على مدار الأشهر الماضية من عام 2020، المئات من قوات الأسد، على يد خلايا تتبع لتنظيم “الدولة”.
وعلى الرغم من إعلان إنهاء نفوذ التنظيم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أواخر عام 2019، إلا أنه مايزال نشطاً في سورية والعراق أيضاً، وهو ما تؤكده هجماته التي يعلن عنها بين الفترة والأخرى.
وتبلغ مساحة البادية السورية التي تتحرك فيها خلايا تنظيم “الدولة” نحو 80 ألف كيلومتر مربع، وتتوزع على محافظات: دير الزور، الرقة، حلب، حماة، حمص، ريف دمشق، والسويداء.
وحسب مراقبين فإن نشاط خلايا التنظيم في البادية يأتي ضمن استراتيجية مختلفة بشكل جذري عن استراتيجياته السابقة في القتال، خاصة من ناحية تنقّل المقاتلين أو أساليب الاستهداف المحددة.
وكانت أبرز الضربات التي نفذها تنظيم “الدولة” ضد قوات الأسد، منذ خمسة أيام، إذ استهدف حافلة مبيت لقوات الأسد في أثناء توجهها من دير الزور إلى مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل 40 عنصراً، وإصابة العشرات، معظمهم ينتمون لـ”الفرقة الرابعة”.
وسبق وأن قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في تقرير لها صدر في 31 من مارس 2020 إن تنظيم “الدولة” يحافظ على “مستوى منخفض” من عملياته داخل المنطقة الشرقية في سورية، بالإضافة إلى قدرته على اتخاذ إجراءات دفاعية محدودة من حيث النطاق والمدة وعدد المقاتلين.
وحسب التقرير: “لدى الإدارة الأميركية تخوف من قدرة التنظيم على إعادة تشكيل نفسه في البادية السورية في وقت قصير، بما يتجاوز القدرات الحالية للولايات المتحدة لتحييده”.