بدأت روسيا تعرب عن موقفها في أروقة مجلس الأمن، بشأن تمديد آلية إيصال المساعدات إلى سورية عبر الحدود، ملمحة إلى عرقلة القرار بحجة تسييس القضية.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الأربعاء، إن “الوضع الإنساني القائم حالياُ في سورية، لا يوفر سياقاً مناسباً للمناقشات عن تمديد آلية نقل المساعدات عبر الحدود”.
وزعم أن “الحجج لصالح تمديد آلية نقل المساعدات عبر الحدود غير مقنعة، لأن عدم وجود البديل لها أمر مفتعل”.
ويأتي التلميح الروسي قبل 20 يوماً من التصويت في مجلس الأمن على التصوييت لتمديد القرار، وسط تخوف من استخدام الروس للفيتو، وهو ما فعلوه سابقاً.
وكان السفير الروسي في سورية، ألكسندر إيفيموف، قال الشهر الماضي، إنه “لا ينبغي توقع تمديد تلقائي للآلية عبر الحدود لإيصال المساعدات إلى سورية”.
وألمح إلى نيّة موسكو عرقلة تجديد القرار قائلاً: ”نحن في الاتحاد الروسي نصرّ على أن هذه الآلية قد عفا عليها الزمن وينبغي تنحيتها جانباً”.
وصوّت مجلس الأمن الدولي، في يوليو/تموز الماضي، على قرار إدخال المساعدات الدولية عبر باب الهوى لمدة 6 أشهر فقط.
وامتنعت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة عن التصويت، بسبب اعتراضها على المدة “غير الكافية” لإيصال المساعدات، حيث طالبت بتمديد القرار لسنة كاملة.
وتبرز مخاوف من عدم تجديد القرار وتحويلها لتمر عبر نظام الأسد، ما يترتب على ذلك العديد من التداعيات السلبية على ملايين السكان في شمال غربي سورية.
من جانبه دعا المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، لإيصال المساعدات إلى جميع السوريين، وقال إن “الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد، بجميع السبل، لا يزال أمراً ضرورياً”.
وأكد مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، أن عدم تجديد قرار المساعدات “عبر الحدود”، يعرض إيصال المساعدات التي “يحتاج إليها الناس بشدة للخطر في خضم تفشي الكوليرا ومع قدوم الشتاء”.
وشدد على “ضرورة ألا ندع عام 2023 يكون هو العام الذي يتم فيه قطع شريان الحياة عبر الحدود، ببساطة لا يوجد بديل”.