روسيا حول آلية المساعدات: أداء واشنطن “غير مقنع” ومهلة 6 أشهر للتغيير
وجهت روسيا اتهامات للولايات المتحدة الأمريكية، بعدم الوفاء بالتزاماتها حيال ملف المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية، ومنحتها مهلة زمنية لتغيير الآلية.
وقالت البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة في بيان لها، اليوم الأربعاء، إن روسيا “أوفت” بوعدها ووافقت على تمديد الآلية العابرة للحدود مدة ستة أشهر إضافية، داعية واشنطن إلى الوفاء بالتزاماتها حول تلك الآلية.
وأضافت البعثة أن الجانب الأمريكي أظهر نفسه بشكل “غير مقنع” خلال الأشهر الستة الماضية من عمل الآلية، حسبما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عنها.
مشيرة إلى أن الأشهر الستة المتبقية هي “فرصة ممتازة” للولايات المتحدة، لتصحيح الوضع وتغيير آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سورية.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قراراً في يوليو/ تموز 2021، يقضي بتمديد إيصال المساعدات إلى سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، عاماً إضافياً على مرحلتين، تبلغ مدة كل واحدة منها ستة أشهر.
وفيما اختلفت تفسيرات القرار، فإن روسيا تقول إن مدته هي ستة أشهر قابلة للتجديد، وقد تخضع للتصويت مجدداً “بناء على قرار الأمين العام للأمم المتحدة وشفافية إيصال المساعدات لكل الأطراف”.
وانتهت المرحلة الأولى من القرار في يناير/ كانون الثاني الجاري، وتم تمديده تلقائياً مدة ستة أشهر إضافية، ما أثار تساؤلات حول أسباب ودلالات صمت موسكو “غير المتوقع” وعدم إخضاعها القرار للتصويت على طاولة مجلس الأمن.
تمديد قرار المساعدات عبر الحدود والتفاهمات الروسية-الأمريكية
وتواجه العمليات الإنسانية العابرة للحدود في سورية، منذ عام 2014، عقبات روسية في مجلس الأمن، متمثلة باستخدام “حق النقض” (فيتو)، إذ ترى موسكو أن هذه الآلية هي “انتهاك للسيادة السورية”، كونها لم تمر عن طريق حكومة النظام، وكونها لا تشترط موافقته بالأساس.
لكن الرؤية الروسية تبدو وكأنها ذرائع لعرقلة مرور المساعدات، التي يستفيد منها ملايين الأشخاص المتضررين في شمال وغرب سورية، وتحاول روسيا أن تحوّل مسار المساعدات ليعبر عن طريق نظام الأسد، الذي لطالما عاقب المناطق الرافضة لحكمه بالتجويع والحصار.
وتسود مخاوف حول مآلات الوضع الإنساني في الشمال السوري، بعد انتهاء الستة أشهر الإضافية لقرار المساعدات العابرة للحدود، وسط توقعات بعراقيل روسية في مجلس الأمن.
ماذا ورد في تقرير غوتيريش الذي أفضى إلى تمديد قرار المساعدات آلياً؟
يُشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدم تقريراً لمجلس الأمن، خلال الشهر الجاري، أورد فيه أرقاماً حول المعاناة الإنسانية في سورية والحاجة الملحة للمساعدات العابرة للحدود، مشيراً إلى أن 90% من السوريين يعيشيون في فقر، و60% منهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في حين يفقتر حوالي 7.78 مليون سوري لوجود عدد كاف من الأطباء والرعاية الطبية ضمن حدودها الدنيا.
ولفت الأمين العام للأمم المتحدة أن نحو 9 ملايين سوري يعيشون في مناطق خارجة عن سيطرة النظام السوري، بينهم 5.6 مليوم بحاجة للمساعدات الإنسانية، ما يؤكد الحاجة الملحة لاستمرار العمليات الإنسانية العابرة للحدود.