روسيا وإيران تحركان مجدداً “مياه التقارب” بين أنقرة والأسد
جددت روسيا وإيران الحديث المتعلق بمسار التقارب بين أنقرة والنظام السوري، بعدما خفت خلال الأسبوعين الماضيين، بفعل الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسورية، وخلف عشرات آلاف القتلى والمنكوبين.
وكان هذا المسار قد وصل قبل الزلزال إلى حالة ترقب بشأن عقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية تركيا والنظام السوري، في وقت ساد الكثير من التباين عن موعده ومكان عقده.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني لوسائل إعلام روسية، اليوم الجمعة، إن “الاتصالات الدبلوماسية بين إيران وسورية وروسيا وتركيا بشأن اللقاءات الدورية مستمرة بشكل جدي”.
وأضاف: “نثق بأنه في المستقبل القريب سيتم استئناف العلاقات السياسية بين أنقرة ودمشق”.
وجاء ذلك بعدما صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الخميس، بأنه “يتم إعداد اجتماع رباعي لوزراء خارجية الاتحاد الروسي وإيران وتركيا وسورية”.
وقال بوغدانوف لوكالة “ريا نوفوستي” إن “روسيا لا يربط الحاجة إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بالعملية الانتخابية في تركيا”، معتبراً أن “إعادة العلاقات هي مصلحة طويلة الأمد لكلا البلدين”.
وأضاف: “التحرك تجاه بعضنا البعض، والعودة إلى علاقات حسن الجوار والتعاون، فهذه ليست مصلحة قصيرة المدى، ولكنها مصلحة طويلة المدى لكل من تركيا وسورية، وجميع أصدقائهما المخلصين”.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين كانت تداعيات الزلزال المدمّر قد خيمت على كل من تركيا وسورية، وبينما ركّزت الأولى جميع جهودها واهتماماتها لاحتواء الكارثة اتجه النظام السوري لاسغلال الكارثة لتحقيق “مآرب سياسية”.
وحتى الآن لا توجد مؤشرات عن المسار الذي قد تتخذه تركيا مع النظام السوري في المرحلة المقبلة، وما إذا كانت ستستأنف ما بدأته، قبل قرابة شهرين.
وكانت آخر تطورات هذا المسار بانخراط إيران كطرف أساسي، بعدما كان مقتصراً بشكل ثنائي بدفع من موسكو وأنقرة بالتحديد.
وفي مطلع فبراير/شباط الحالي ألمح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى إمكانية توسيع المسار الثلاثي الخاص بعلاقة بلاده مع النظام السوري بإضافة إيران.
وقال حينها: “هناك احترام متبادل في علاقاتنا مع روسيا. علاقاتي مع السيد بوتين تدور حول الصدق من تتارستان إلى داغستان وجميع هذه المناطق”، مضيفاً: “على الرغم من أننا لا نستطيع الحصول على النتيجة التي نريدها في التطورات في شمال سورية في الوقت الحالي، إلا أننا دعونا لعقد اجتماعات ثلاثية (تركيا، روسيا، سورية)”.
وتابع: “لتجتمع تركيا وروسيا وسورية، ويمكن أن تنضم إيران أيضاً، ولنعقد لقاءاتنا على هذا المنوال، لكي يعم الاستقرار في المنطقة، وتتخلص المنطقة من المشكلات التي تعيشها، وقد حصلنا وما زلنا نحصل وسنحصل على نتائج في هذا الصدد”.