أعلنت روسيا عن موقفها من التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في شمال سورية، في وقت تحدثت فيه عن آثار الخطوة الأخيرة التي اتخذتها أنقرة بإغلاق أجوائها أمام الطائرات الروسية.
وقال المبعوث الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف، اليوم الجمعة، إن “موسكو تأمل أن يمتنع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تنفيذ العملية العسكرية، آخذاً بعين الاعتبار الموقف السلبي تجاهها من جانب جميع الدول العربية تقريباً”.
وأضاف في حوار مع وكالة “ريا نوفوستي“: “بذل الوفد الروسي خلال محادثات أستانة قصارى جهده لمحاولة إقناع الوفد التركي بالنتائج المضادة لهذه الخطوة، والتي يمكن أن تكون لها عواقب سلبية بعيدة المدى”.
وتطرق المسؤول الروسي إلى الخطوة التي اتخذتها أنقرة، مؤخراً، بإغلاق أجوائها أمام الطائرات الروسية المتوجهة إلى سورية.
وأقّر بأنها “أثرت سلبياً، وأسفرت عن صعوبات لوجستية معينة في إمداد مجموعتنا”.
وتابع: “من حيث المبدأ، من الممكن توفير كل ما نحتاجه من خلال قنوات أخرى، لكن الأمر يستغرق وقتاً أطول”، مشيراً إلى اتصالات في هذا الشأن، وأن “موسكو تأمل أن يفتح الجانب التركي مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية في القريب العاجل”.
وبحسب لافرنتيف فإن أنقرة “تبدي استعدادها لفتح الأجواء، لكن لسبب ما لم يفتحوها بعد”.
ما رد روسيا من العملية التركية؟
وكانت الاتصالات الروسية – التركية قد تكثفت بخصوص الملف السوري، خلال الأسبوعين الماضيين.
وجاء ذلك في وقت أكدت فيه أنقرة مراراً أنها ستشن عملية عسكرية في شمال سورية، وأنها ستستهدف منطقتي تل رفعت ومنبج في ريف حلب الشمالي.
وفي تعليقه عن ذلك قال لافرنتيف إن “روسيا لن تقاتل القوات التركية والجيش الوطني السوري الخاضع لسيطرة أنقرة”.
وأضاف: “ليس لدينا وحدات قتالية هناك. جوابنا هو محاولة إقناع الأتراك بعدم جدوى هذه الخطوة. يمكنهم احتلال المنطقة، لكن من الصعب التنبؤ بالنتائج المترتبة على زيادة تطوير الوضع”.
وتحاول موسكو في ذات الوقت، بحسب المسؤول “إقناع الأكراد بالتسوية مع دمشق وإعادة وحدة الأراضي السورية، ودمج قوات سوريا الديمقراطية في صفوف الجيش السوري، الأمر الذي سيمنع التطور السلبي للوضع في سورية”، بحسب تعبيره.
ويتقاطع الروس والأتراك في عدة اتفاقيات ومحادثات تخص الملف السوري، على رأسها “اتفاق سوتشي” في إدلب وشمال وشرق سورية، إلى جانب “محادثات أستانة”، التي عقدت الجولة 18 منها، في الأيام الماضية.