رياض حجاب: مرتاحون للمسار الثلاثي الجديد ولا مستقبل للأسد في سورية
قال رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، إن بقاء بشار الأسد في السلطة يشكل عبئاً على استقرار سورية مستقبلاً، مبدياً تفائله في “المسار الثلاثي” التشاوري حول سورية، والذي أعلن عنه في الدوحة اليوم الخميس، ويضم قطر وروسيا وتركيا.
“التغيير قادم وحقيقي”
وقال حجاب الذي شغل قبل سنوات، منصب رئيس “هيئة التفاوض العليا”، التي مثّلت المعارضة السورية في مسار جنيف، إن “الشعب السوري خُذل من المجتمع الدولي”.
واعتبر خلال مقابلة له على قناة “الجزيرة”، بثت مساء اليوم الخميس، أن “إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى في بقاء بشار الأسد والحفاظ عليه، وكذلك إيران صاحبة مصلحة كبيرة في بقاء النظام، إضافة لروسيا”.
ولكنه رغم ذلك قال بأن “التغيير قادم وحقيقي” في سورية، لأن “الأسد مجرم فقد شرعيته ولا مصلحة للمجتمع الدولي بتعويمه”.
مرتاحون للمسار الثلاثي
وحول اجتماع وزراء خارجية قطر وروسيا وتركيا في الدوحة، اليوم الخميس، قال:”مرتاحون بالمسار الجديد الذي فيه بصمات عربية. تابعنا باهتمام هذا اللقاء الثلاثي والبيان الختامي”.
وأعرب حجاب الذي التقى اليوم وزير الخارجية التركي مولود جاوويش أوغلو، عن أمله في “أن يُحدث هذا المسار فارقاً في المستقبل، ويكون داعماً للمسار الأممي خاصة في تنفيذ القرار الدولي 2254”.
ترهل المعارضة
وقال حجاب الذي أعلن انشقاقه عن نظام الأسد منتصف سنة 2012 عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، إن “هناك ترهل عام في المعارضة السورية ويجب إعادة هيكلتها مجدداً”، مشيراً إلى أنها عجزت عن “تشكيل بديلٍ مناسب عن النظام”، وهو شكل قلقاً إضافياً للمجتمع الدولي حول تغيير النظام حسب قوله.
لكنه رغم ذلك اعتبر أن من “جلد الذات الزائد تحميل المعارضة كل أسباب الفشل”، محملاً المسؤولية للمجتمع الدولي و”المسؤولية بالدرجة الأولى على الأمم المتحدة، وخاصة ديسمتورا الذي اشتغل على التماهي مع الموقف الروسي، وذهب للعمل في مساري آستانة وسوتشي وهو ما أضعف المبادرة الأممية، وادى لمزيد من تعنت للنظام وروسيا”.
الإدارة الجديدة في واشنطن
وحول رؤيته لتعاطي إدارة الرئيس الجديد للبيت الأبيض، جو بايدن، مع الملف السوري، قال بأن هذه الإدارة “مازالت تضع استراتيجيتها لمعالجة الملف السوري، وتحدثوا عن تعاون مع الحلفاء الغربيين والعرب في سورية”.
وتمنى حجاب أن “تعود مجموعة أصدقاء سورية للتشكل، وأن تعود القضية السورية إلى الواجهة بعد أن تراجعت عن أولويات المجتمع الدولي بعد انفجار أزمات جديدة في دول أخرى مثل ليبيا واليمن وشرق المتوسط وغيرها”.
سيناريوهات سورية مع الإدارة الأمريكية الجديدة بعد تأرجح سياسات ترامب
وقال إن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، أخطأت في تعاطيها مع حراك الشعب السوري و”قرأنا في مذكرات أوباما انه يلوم نفسه على ذلك”.
وأشار في نفس الوقت، إلى أن هناك “تحركات إيجابية من الجالية السورية في الولايات المتحدة، والكونغرس الأمريكي أصدر قانون قيصر، والآن هناك مشاريع أخرى في الكونغرس تدفع باتجاه عدم التخلي عن الضغط على نظام الأسد. نتمنى نجاح هذه الجهود لإبقاء الضغوط على النظام”.
مشهد محزن في كل مناطق النفوذ
وحول الأوضاع داخل سورية، قال إن “المشهد العام في كل مناطق النفوذ، هو فوضى عارمة، و فلتان أمني، في ظل وضع اقتصادي متدهور، وللأسف المواطن السوري هو الذي يدفع الثمن الأكبر”.
وتابع أن “المشهد مزعج جداً، هناك تنافس روسي –إيراني وتنافس بين الميليشيات التي تتنافس على المنافع. نفس الأمر في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية هناك اغتيالات وفوضى. وكذلك في مناطق سيطرة المعارضة التي ما زالت تشهد تفجيرات مستمرة، والتنسيق بين الفصائل الكثيرة المسيطرة ضعيف والوضع غير مستقر في كل سورية”.
وحمّل نظام الأسد مسؤولية كل ما آلت إليه الأوضاع، معتبراً أن “سياسة النظام في تطبيق شعار الأسد او نحرق البلد، هي من أوصلت السوريين إلى هذا الوضع المأساوي والبلد إلى حافة الانهيار”.
لا شرعية للانتخابات
وتسائل حجاب:”ما هو البرنامج الانتخابي لبشار الأسد، هل مزيد من الفقر والجوع؟ ماذا سيقدم بشار الأسد للسوريين؟”، قائلاً إن الأسد “يريد من الانتخابات، أن يعزز موقفه التفاوضي، ويُفشل المحاولات الأممية لحصول أي اصلاح دستوري حقيقي، وأن يقطع أي محاولة دولية من أجل الحديث عن مصيره”.
واعتبر أن “روسيا وايران تدعم وتعمل بكل السبل من أجل شرعنة هذه الانتخابات، ولكنها لن تكون شرعية مهما حصل”، مشيراً إلى أن “بشار الأسد أمام مأزق كبير، فطهران غير قادرة على الدعم المادي بسبب العقوبات المفروضة عليها، وروسيا قالت أيضاً إنها غير قادرة على تقديم دعم مادي”.
وبينما تحدث عن “تفكك الدائرة الضيقة لبشار الأسد، وظهور خلافاته” مع رامي مخلوف وغيرها إلى العلن، فإنه رأى بأن “بشار الأسد لن يكون رجل المرحلة المقبلة لأنه اصبح عبئاً على سورية والسوريين. ذهاب الأسد لن يخلق فوضى، بل بقائه هو الذي يسبب الفوضى”.