الدبلوماسي التركي سادات أونال..من هندسة الملف السوري إلى الأمم المتحدة
ذكرت وسائل إعلام تركية عن تعيين نائب وزير الخارجية التركي، سادات أونال، ممثلاً دائماً لبلاده في الأمم المتحدة، بعد خمس سنوات من وجوده في الخارجية، حيث كان مسؤولاً عن الملف السوري حتى بات يوصف بأنه “العراب”.
وقالت “CNNTURK” نقلاً عن مصادر دبلوماسية في أنقرة، إن تغييرات طالت الفريق المسؤول عن الملف السوري، وهما سادات أونال، الذي نُقل إلى الأمم المتحدة، وتعيين سلجوق أونال، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم سورية في الخارجية التركية، سفيراً في مدينة لاهاي الهولندية، وأردم أوزان، الذي كان يتسلم المسؤول الأمني في الملف السوري، سفيراً لتركيا بالعاصمة الأردنية عمان.
وخلال السنوات الماضية برز اسم سادات أونال بشكل أكثر من الأسماء الأخرى، إذ كان يعتبر أحد المتخصصين في الملف السوري، والمفاوض الذي حضر كافة الاجتماعات والمحادثات التي جرت بشأن الملف السوري، كما ترأس الوفد التركي في أبرز عمليات التفاوض التي جرت مع الروس في سورية.
قاد أونال، الحاصل على بكالوريوس في قسم العلاقات الخارجية بكلية العلوم السياسية من جامعة أنقرة، أطول مسار للتفاوض في الملف السوري وهو مسار “أستانة”، الذي انطلق في يناير/ كانون الثاني 2017.
وترأس أونال الجولة الأولى من المفاوضات عن بلاده، أما آخر جولة حضرتها، فقد كان رقم 15 التي عقدت في فبراير/ شباط 2021، لينوب عنه في الجولات الثلاثة اللاحقة سلجوق أونال.
كما ترأس سلجوق، الوفد التركي إلى عدد من اجتماعات “اللجنة الدستورية” السورية، التي عقدت ثماني جولات منها، آخرها كان في يونيو/ حزيران الماضي.
لم يقتصر دور أونال عند حضور المفاوضات التي كان له دور كبير فيها، وإنما برز اسمه في جولات التفاوض مع الروس والأمريكان بخصوص الملف السوري.
وفي 2020 قاد أونال ثلاث جولات مع وفد روسي بشأن التصعيد في إدلب شمال سورية، وزار العاصمة الروسية قبل التوصل إلى اتفاق تم التوقيع عليه من قبل رؤساء البلدين في مدينة سوتشي في 5 مارس/ آذار 2020.
كما ترأس وفداً تركياً إلى العاصمة الأمريكية سنة 2019 للتفاوض مع الإدارة الأمريكية، على مصير مدينة منبج بريف حلب، في حين كان مبعوث أنقرة إلى مؤتمر بروكسل السادس بشأن سورية، الذي عقد بعنوان “مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة” في مايو/ أيار الماضي.
واعتبر أونال في كلمته أن ” الأزمة السورية هي أخطر أزمة إنسانية شهدناها في هذا القرن”.
من هو سادات أونال؟
من مواليد قيصري عام 1963، تخرج من جامعة أنقرة كلية العلوم السياسية عام 1985، قبل أن يبدأ العمل في وزارة الخارجية في 1989 كموظف تحت الاختبار في إدارة الموظفين والعاملين في الخارجية.
سنة 1991 عمل موظفاً تحت الاختبار في قطاع معاون المدير العام لإدارة الاستخبارات والدراسات في وزارة خارجية الجمهورية التركية، قبل أن يعين سكرتير ثالث في سفارة بلاده لدى الكويت حتى 1993، وحينها عين معاوناً للقنصل في القنصلية التركية في مونستر – المانيا حتى عام 1997.
عاد أونال إلى الخارجية التركية وبقي نحو سنة، قبل أن يُعين معاوناً للقنصل التركي في نيويورك بين عامي 1998 و2002، ثم نقل إلى السفارة التركية في إيران كمستشار ومعاون رئيس البعثة حتى عام 2005 قبل أن يعود إلى الخارجية في تركيا مجدداً.
بين عامي 2007 و2009 عُينَ قنصلاً عاماً في النمسا، قبل أن يصبح معاون المدير العام لإدارة الشرق الأوسط في وزارة خارجية بلاده، حتى 2012 وحينها عين سفيراً لتركيا لدى الأردن حتى عام 2016.
وبين عام 2016 و2018 بات المدير العام لإدارة الشؤون السياسية الثنائية (شمال أفريقيا والشرق الأوسط) في الخارجية، ومعاون أمين عام وزارة الخارجية للشؤون السياسية الثنائية (شمال أفريقا – الشرق الأوسط – اسيا – المحيط الهادي).
وفي 7 أغسطس/ آب 2018 عُين أونال معاون وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حتى تعيينه سفيراً لبلاده في الأمم المتحدة.