ساعات قليلة “حاسمة”.. تشكيك روسي واستبعاد أمريكي للعملية التركية بسورية
يسود ترقب في الشمال السوري، حول العملية العسكرية التي قالت تركيا إنها استعدت لشنها ضد “وحدات حماية الشعب” (YPG)، وسط تصاعد التحركات الروسية في المنطقة.
وفيما استبعد مسؤولون أمريكيون تنفيذ تركيا أي عملية عسكرية في الوقت الراهن، تتحدث أوساط تركية عن ساعات قليلة مقبلة “حاسمة”، قد تقرع فيها طبول الحرب.
وفيما لم تتضح بعد أي صيغة للتفاهمات التركية مع الجانبين الروسي والأمريكي حول العملية المرتقبة، أرسلت روسيا إشارات “رفضٍ” للجانب التركي، أبرزها حين حطت مقاتلة روسية من طراز “Su-35” في مطار القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية، قبل أيام، وهي المرة الأولى التي تحط فيها الطائرة منذ تحويل المطار إلى قاعدة روسية في 2019.
كما حلّق الطيران المروحي الروسي لأول مرة على علو منخفض، اليوم الثلاثاء، في منطقة الباب الخاضعة للإدارة التركية بريف حلب الشرقي.
موقف “عصيب” لروسيا بين تركيا والنظام
ونقل موقع قناة “TRTHABER” عن مصادر في وزارة الدفاع التركية، أمس الاثنين، أن القوات المسلحة في البلاد اتخذت كافة الإجراءات اللازمة للبدء بعمل عسكري ضد من تسميهم “إرهابيين” في الشمال السوري.
وأكدت المصادر أن تركيا ماضية بنقل التعزيزات العسكرية والجنود للمنطقة، مؤكدة الجاهزية للعملية العسكرية “في الوقت المطلوب”.
وحول التحركات الروسية، قالت المصادر إن الطائرة الروسية التي حطت في مطار القامشلي لا علاقة لها بالعملية العسكرية التي تنوي تركيا تنفيذها في المنطقة، مشيرةً إلى أن الطائرة غادرت على الفور.
وأضافت: “هناك بعض الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذه الصور هي فقط لنشاط تم تنفيذه في ذلك اليوم، يتعلق بطائرة تهبط ثم تغادر”، مردفةً أنه لا يوجد انتشار روسي في المنطقة.
تهديدات تركية وتحركات أمريكية..و “Su-35” الروسية في القامشلي
من جانبها، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن مصادر مطلعة أن الجيش التركي قد يبدأ عملية عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سورية، خلال الساعات القليلة المقبلة من اليوم.
وأضافت نقلاً عن خبراء سياسيين أن روسيا ستكون في قلب الأعمال “العدائية” الناجمة عن صراع مباشر محتمل بين تركيا والنظام، على اعتبار أن موسكو لديها اتفاق مع نظام الأسد من جهة، كما لديها مصالح وتفاهمات مع الجانب التركي حول سورية، من جهة أخرى.
تشكيك بالتهديدات التركية
وبينما تؤكد تركيا استعدادها للبدء بعملية عسكرية في سورية، سبقها لقاءات للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع نظيريه الروسي والأمريكي، شكك خبراء سياسيون بنيّة تركيا البدء فعلاً بالعمل العسكري.
إذ نقلت إذاعة “سبوتنيك” عن الخبير الروسي في قضايا الشرق الأوسط، ستانيسلاف تاراسوف، قوله إن تركيا لن تبدأ قريباً أي عمل عسكري ضد “قسد” في المنطقة، متحدثاً عن مخاطر بتدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن حول الملف السوري.
وأضاف: “يمكن للجانب التركي أن يهدد بعملية عسكرية واسعة النطاق للتأثير على خصومه في الشمال السوري، لكن من غير المرجح أن ينفذ هذه التهديدات”، مردفاً: “لا يوجد في تركيا نفسها إجماع على الوضع في الشمال السوري”.
بعد لقائه بايدن.. أردوغان يؤكد أن العملية العسكرية في سورية “قائمة”
وتنذر التطورات الراهنة بأزمة بين تركيا والولايات المتحدة، إذ تستبعد الأخيرة قيام الجانب التركي بعمل عسكري في سورية، كما ورد على لسان المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري.
وقال جيفري في تصريحات لقناة “الحرة”، أمس الاثنين، إن بلاده التي تدعم “قسد” و”الوحدات” في سورية، لم تعطِ الضوء الأخضر لتركيا بشن هجوم ضدهم.
وأضاف أن “أي حركة في شمال شرق سورية (…) سيدفع القوات التركية إلى الاشتباك مع القوات الأمريكية، وليس هذا فقط، بل القوات الروسية الموجودة شرق وغرب القوات التركية الموجودة هناك وهذا يمثل تعقيداً آخر”.
يُشار إلى أن الولايات المتحدة سيّرت قبل أيام دورية عسكرية في محافظة الحسكة، قوامها عشر عربات من نوع “همر” ضمن القوات العاملة في التحالف الدولي.