قال رئيس وفد النظام في اللجنة الدستورية السورية، أحمد الكزبري، إن الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة في جنيف ستبحث المبادئ الدستورية، عكس الجولات السابقة التي بحثت “المبادئ الوطنية”.
وأضاف الكزبري في لقاء مع قناة “السورية”، مساء أمس الأربعاء، إن الجولتين الثالثة والرابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية لم تبحث المبادئ الدستورية، وإنما بحثت ما أسماها “المبادئ الوطنية”، مشيراً إلى أن “الدخول بالمبادئ الدستورية يتطلب وجود أرضية صلبة متوافق عليها مع الطرف المشارك الآخر على المبادئ الوطنية”.
الكزبري قال أيضاً إن وفد المعارضة رفض مراراً “المبادئ الوطنية” التي طرحها وفد النظام، مضيفاً: “عندما طرح الوفد الوطني في الجولتين السابقتين المحددات للهوية الوطنية، كاسم الدولة واللغة الرسمية والانتماء والولاء للوطن والدفاع عنه والشعور التام للفرد بالانتماء لكامل التراب الوطني السوري وعدم المساس بالرموز الوطنية كالعلم والنشيد، قام الطرف الآخر المشارك في الاجتماعات بغالبيته برفضها”.
وبحسب رئيس وفد النظام فإن عنوان الجولة الخامسة سيكون “المبادئ الدستورية”، مشيراً إلى أنه لا يوجد توافق حتى الآن على أي بند من البنود المطروحة من قبل الطرف الآخر (المعارضة)، حسب تعبيره.
ومن المقرر أن تنعقد الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، خلال النصف الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، حسب جدول الأعمال المبدئي المعلن عنه.
وكانت الجولة الرابعة انتهت الأسبوع الماضي، دون أن يخرج فيها المشاركون بمخرجات ملموسة فيما يتعلق بكتابة الدستور السوري، حيث تركز النقاش على عدة مسائل ونقاط بعيدة كل البعد عن المبادئ الدستورية، التي تشكلت اللجنة من أجلها ولتحقيقها.
وبرر رئيس وفد النظام، أحمد الكزبري، ذلك بقوله إن مناقشة الدستور يتطلب توافق على “المبادئ الوطنية” أولاً، حسب تعبيره.
وحاول وفد النظام التركيز على قضية عودة اللاجئين إلى سورية، خلال الجولة الرابعة، وهو أمر يعتبره وفد المعارضة ملفات فوق تفاوضية ودستورية، فيما ركز الأخير على ملفات المعتقلين والحل السياسي والظروف المعيشية للنازحين واللاجئين.
ويحاول النظام كسب الوقت، طارحاً بذلك عدة قضايا تخدم الرواية التي يصر عليها، والتي ترتبط بما يسمى “الثوابت الوطنية”، وهو مصطلح كان قد تصدر أيضاً في نقاشات الجولات الأربع الماضية، والتي شهدت عدم توافق بين الأطراف على جدول الأعمال الخاص بنقاشات كل جولة.
إلى جانب ذلك، أكد رئيس وفد النظام أنه سيشارك في الجولة الخامسة التي ستناقش الدستور، لأنه “يريد إحراز تقدّم في عملها وليس تعطيلها كما يدعي الطرف المشارك الآخر”.
يُشار إلى أن الجولة الخامسة، وفي حال انعقادها، سيكون توقيتها حساساً، ولاسيما أنها تستبق الانتخابات الرئاسية في سورية بثلاثة أشهر، والتي يؤكد نظام الأسد إجرائها والمضي فيها، على الرغم من الرفض الدولي لها، وخاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخراً.