نفى وزير الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة”، اللواء سليم إدريس، وجود حشود عسكرية حول مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
وقال إدريس، حسب ما نقله “التوجيه المعنوي” التابع للحكومة “المؤقتة”، إن “كل ما يشاع عن الوضع في جبهة الباب لا أساس له من الصحة، وتشكيلاتنا في المنطقة تراقب على مدار الأربع والعشرين ساعة دون انقطاع، وجيشنا الوطني في حالة جاهزية تامة”.
وكان مدير المكتب السياسي في “فرقة المعتصم” التابعة لـ”الجيش الوطني”، مصطفى سيجري، حذر في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، أمس، من “عدوان روسي محتمل” على مدينة الباب.
وقال سيجري “نحذر المجتمع الدولي ومجموعة أصدقاء الشعب السوري من عدوان روسي محتمل على مدينة الباب السورية، وندعو القوى السياسية ومؤسسات المعارضة للتحرك باتجاه العمل لاستقدام الدعم العسكري للجيش الوطني السوري. نظام الأسد وحلفاءه لا يؤمنون بالحل السياسي، ويجهزون لعمل عسكري وعدوان جديد”.
وأثار حديث سيجري تخوفاً لدى سكان الباب ومحيطها، وتساؤلات حول مصير المدينة ومدى إمكانية شن هجوم عليها من قبل روسيا وقوات الأسد، خاصة وأنها تعتبر ضمن مناطق نفوذ تركيا وتلقى اهتماماً من قبلها.
من جهته أكد المتحدث باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود، عدم صحة الأخبار المتداولة عن وجود عمل عسكري روسي في مدينة الباب.
وقال حمود:”لم نرصد مؤشرات عسكرية حقيقية لمعركة وشيكة في جبهة مدينة الباب، كما لا توجد أي حشودات جديدة للعدو على هذه الجبهة، ولا صحة للأخبار المتداولة في بعض الصفحات عن سحب نقاط رباط لبعض الفصائل من هذه الجبهة”.
كما أكد حمود أن “الجيش الوطني في جاهزية مستمرة لكل الاحتمالات، لا سيما أن عدونا غادر ولا يرعى عهداً ولا ميثاقاً”.
وكانت مدينة الباب تعرضت إلى غارات روسية، في فبراير/شباط العام الماضي، لأول مرة منذ سيطرة الجيش الحر عليها بدعم تركي في عملية “درع الفرات” عام 2017، عقب طرد “تنظيم الدولة” منها.
وفي يوليو/ تموز العام الماضي، تعرضت المدينة أيضاً إلى قصف من مقاتلات حربية، يرجح أن تكون روسية، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ما اعتبره كثيرون رسائل روسية إلى تركيا.
كما شهدت المدينة خلال العام الماضي تفجيرات عدة لسيارات مفخخة، كان أعنفها في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما انفجرت شاحنة مفخخة قرب جامع عثمان بن عفان وسط مدينة الباب، ما أدى إلى مقتل 19 مدنياً وإصابة 82 آخرين، وأحدث دماراً في الأبنية المجاورة.
وبعد قرابة شهر قُتل ما لا يقل عن خمسة مدنيين وأصيب 20 آخرون، بانفجار سيارة مفخخة كانت مركونة عند مفرق قباسين، وسط المدينة.
وتعتبر الباب مع محيطها من المناطق المعروفة باسم “درع الفرات”، من المناطق الآمنة في الشمال السوري، كونها تُعتبر مناطق نفوذ لتركيا، ما جعلها مقصد عشرات آلاف النازحين والمهجرين في السنوات الثلاث الماضية.