يتصدر الملف السوري وعودة نظام الأسد إلى مقعده في الجامعة العربية الاجتماع التشاوري في مدينة جدة السعودية، والذي سيعقد بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى مصر والأردن والعراق.
ويعقد الاجتماع، اليوم الجمعة، وكانت الأيام التي سبقته قد شهدت سلسلة تحركات على صعيد علاقة الدول العربية بنظام الأسد، أبرزها تلك التي أقدمت عليها الرياض، بلقاء وزير خارجية النظام، فيصل المقداد قبل أيام.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلاً عن مصادر مطلعة توقعها صدور “قرار حاسم بشأن الموقف من عودة سورية إلى الجامعة، وحضورها القمة العربية المقرر عقدها في الرياض الشهر المقبل”.
وأفاد دبلوماسي عربي للصحيفة بأن “قرار عودة سورية إلى الجامعة لا يزال محل إنضاج، وأن هناك أجواء وصفها بالإيجابية تسود المشاورات الجارية حالياً بين عدة عواصم عربية فاعلة”.
وأضافت المصادر أن “الزيارات المكوكية التي قام بها فيصل المقداد لعدد من العواصم العربية، ومن قبلها التقارب والحراك الدبلوماسي الذي شهدته الساحة السورية في أعقاب زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي، أسهم في (تليين المواقف)”.
في غضون ذلك نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أردني لم تسمه قوله، إن عمّان تدفع “بخطة سلام عربية مشتركة يمكن أن تضع حداً للتبعات المدمرة للصراع السوري المستمر منذ أكثر من 10 سنوات”.
وقال المسؤول إن “المملكة اقترحت تشكيل مجموعة عربية مشتركة تتعامل مع الحكومة السورية مباشرة بشأن خطة مفصلة لإنهاء الصراع”.
وأضاف أن “خارطة الطريق التفصيلية تتناول جميع القضايا الرئيسية، وحل الأزمة حتى تتمكن سورية من استعادة دورها في المنطقة والانضمام مجدداً إلى جامعة الدول العربية”.
وأشار المسؤول إلى إن اتباع نهج “خطوة بخطوة” في إنهاء الأزمة، والسماح في نهاية المطاف لسورية بالعودة إلى جامعة الدول العربية، يمثل أساس خارطة الطريق التي يدفع بها الأردن، مضيفاً أن بلاده تستضيف 1.3 مليون لاجئ سوري.
وحتى الآن لا يعرف ما إذا كانت الدول العربية ستجمع على عودة النظام السوري إلى الجامعة، ولاسيما مع وجود مواقف رافضة لإعادة العلاقات، على رأسها قطر ومن ثم المغرب والكويت وليبيا.
واعتبر رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة تلفزيونية، بثت مساء الخميس، أن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية “مجرد تكهنات”.
وشدد آل ثاني في المقابلة على أن “أسباب تعليق عضوية دمشق لا تزال قائمة” بالنسبة للدوحة.
وقال لتلفزيون قطر الحكومي “لا يوجد شيء مطروح وكلها تكهنات حول (عودة) سورية” إلى الجامعة العربية، مضيفاً: “كانت هناك أسباب لتعليق عضوية سورية ومقاطعة النظام السوري، وهذه الأسباب لا تزال قائمة بالنسبة لدولة قطر”.