“البداية من الصفر لا تعني أنك خسرت كل شيئ أو أنك دون أقرانك، بل ربما تكون دافعاً قوياً لك لتثبت نفسك”. لم يفقد علام القاسم وهو طالب سوري في جامعة “سيرت” التركية أمله رغم رفضه عدة مرات في مفاضلات القبول الجامعي كما يقول، وبقي مصراً على تحقيق حلمه في دراسة فرع الهندسة الغذائية حتى تم قبوله بعد انتظار طويل.
يروي علام الذي تخرج قبل أيام قليلة، وحصل على المرتبة الأولى في قسمه، قصة نجاحه لـ”السورية.نت”، والتي بدأها بتكثيف ساعات دراسته في السنة الأولى ليواكب زملائه، مضيفا :”عندما بدأت دوامي الجامعي كان أمامي 17 يوما فقط لفحص visa، بدأت دراسة المحاضرات المتراكمة بمعدل 10 ساعات يومياً، لكن لاحقاً كان كافياً أن أنظم وقتي وأدرس كل محاضرة أتلقاها دون أي تراكم وأن أتفاعل مع المدرسين لأحقق درجات عالية”.
استطاع علام خلال سنوات الدراسة جميعها تحقيق معدل يفوق 3 من أصل 4 وبلغ مجموعه النهائي 3.31 بتقدير ممتاز وبالدرجة الأولى، إلا أن طموح الطالب الجامعي لا يتوقف عند هذا الحد فحسب، إذ يؤكد في حديثه لـ”السورية.نت”، أنه سيتابع دراسة الماجستير والدكتوراه ، موجهاً في ختام حديثه نصيحته لجميع الطلاب السوريين المقيمين في تركيا بعدم اليأس والتذرع بالدراسة بغير اللغة الأم “لأن طريق النجاح يحتاج فقط للإرداة”.
ومثل علام، برز هذا العام العديد من الطلبة السوريين، الذين حققوا أعلى الدرجات في جامعاتهم؛ ومنهم الطالبة أفروديت بيطار التي نزحت إلى تركيا في العام 2013 بعد استشهاد شقيقها ودمار منزلها بشكل كامل، وانقطاعها بداية وصولها عن الدراسة لفترة.
سعت أفردويت كما تروي قصتها لـ”السورية.نت” لبداية جديدة في تركيا ولإكمال دراستها واستطاعت الالتحاق بإحدى المدارس المؤقتة والحصول على الشهادة الثانوية ثم سعت لتعلم اللغة التركية واتقانها لإكمال مسيرتها الجامعية، وهو ما استطاعت نيله بعد حصولها على قبول في جامعة العثمانية قسم إدارة الأعمال.
“لم يكن أي شيئ سهلاً” تكمل أفردوت في حديثها عن المصاعب التي واجهتها “افتقدت هنا لأسرتي كان من الصعب على طالب أجنبي أن يكون صداقات، أيضا لم يكن سهلاً في عامي الأول الدراسة بلغة ثانية لاسيما المفاهيم العلمية، لكني أردت التفوق وليس فقط النجاح، لذلك كنت أتابع دروسي وأسال عن كل شيئ” .
تخرجت الطالبة السورية هذا العام بتقدير ممتاز ونالت المرتبة الأولى أيضاً في كليتها متفوقة على جميع الطلاب ، وترى أفروديت أن “المصاعب دائما ما تخلق بدايات جديدة تستحق أن نعيشها ونبدع فيها”.
قصة نجاح مميزة أخرى كتبتها الطالبة الجامعية بيان حاج لطوف، بعد تحقيقها المركز الأول أيضاً في جامعة العثمانية قسم الهندسة الغذائية، وذلك إلى جانب نجاحها في دراسة فرع آخر وتفوقها في مجال الهندسة الكيميائية.
كما حصل الطالب السوري يحيى خلف هذا العام على المركز الأول في فرع الهندسة الميكانيكية بجامعة (كوركوت أتا) بولاية العثمانية، بعد تحقيقه معدل 3.82.
كذلك أبدع الطالب الجامعي عبد الرؤوف عكاش في فرعي الهندسة الميكانيكية والهندسة المدنية في جامعة غازي عنتاب وحصل على المراكز الأولى في القسمين بمعدل وصل إلى 85% .
قصص نجاح الطلاب السوريين في الجامعات التركية وحصولهم على المراكز الأولى أصبحت قصص تتكرر خلال السنوات الأخيرة، حيث حصل قبلهم خلال السنوات الأخيرة على العديد من أوسمة التفوق ونالوا إشادة بعض وسائل الإعلام التركية، و منهم الطالبة السورية نورا بريمو التي حازت على درجة الشرف الأولى بقسم الهندسة الحيوية بجامعة كرك كالي التركية، والطالب السوري أحمد نعناعة الذي أحرز الدرجة الأولى في كلية الطب بجامعة غازي عنتاب التركية بالإضافة إلى العديد من قصص النجاح الأخرى.