بدأ طالبو لجوء في بريطانيا، بينهم سوريين إضراباً عن الطعام، رفضاً لخطة ترحيلهم إلى رواندا، والتي من المقرر أن تبدأ في أواخر شهر يونيو / حزيران الحالي، بحسب وزارة الداخلية البريطانية.
ويبلغ عدد طالبي اللجوء المضربين 17 شخصاً، وهم من سورية ومصر والسودان، بحسب ما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها، اليوم الجمعة.
وتحدثت الصحيفة أن “وزارة الداخلية هددت المضربين بتسريع عملية الترحيل إذا لم يأكلوا”.
وأورد تقريرها أن المضربين محتجزين في مركز ترحيل المهاجرين، بالقرب من مطار جاتويك، وأنهم بدأوا الإضراب عندما قيل لهم إنهم سيرسلون إلى رواندا الإفريقية في 14 يونيو الجالي، كجزء من مخطط جديد مثير للجدل.
وفي رسالة اطلعت عليها “الغارديان”، تم تهديد أحدهم بالترحيل حتى قبل ذلك إذا لم يتوقفوا عن إضرابهم عن الطعام.
وفي تحذير يمكن تفسيره على أنه تهديد للمجموعة الأوسع، هددت الداخلية البريطانية بالقول: “رفضك للطعام و / أو السوائل لن يؤدي بالضرورة إلى تأجيل توجيهات الترحيل. من أجل صحتك وسلامتك، قد نعطي الأولوية لترحيلك من الاحتجاز والمملكة المتحدة بشكل أسرع”.
وأضافت الرسالة أن رفاهية الشخص كانت “مصدر قلق حقيقي لوزارة الداخلية”.
وفي بيان قال بعض المضربين عن الطعام إنهم احتجزوا في ليبيا، لكنهم لم يتوقعوا نفس المعاملة في المملكة المتحدة.
وأوضح أحدهم بالقول: “أريد فقط أن أكون آمناً وحراً. لماذا وضعتني المملكة المتحدة في السجن. لا علاقة لي برواندا. لماذا ترسلني المملكة المتحدة إلى هناك؟”.
وذكر عمال خيريون يناضلون من أجل المحتجزين إنهم حاولوا بنجاح تشجيعهم على التخلي عن الإضراب عن الطعام “دون إكراه”.
وقالت كلير موسلي، مؤسسة منظمة Care4Calais الخيرية، إن خمسة من طالبي اللجوء ما زالوا مضربين عن الطعام، لكنها تأمل في إقناعهم بالتوقف.
وأضافت: “لقد أخبرناهم أن هناك الكثير من الطرق التي يمكننا من خلالها محاربة هذا، والعديد من الأسباب التي تجعلنا متفائلين”.
وتابعت: “نريدهم أن يأكلوا لأننا نريدهم أن يكونوا أقوياء للقتال معنا. إنهم يقولون إن الإضراب عن الطعام هو السبيل لمحاربة ذلك، لكننا نقول إن هناك طرقاً أخرى يمكننا محاربتها”.
وقال محتجز سوري لقناة بي بي سي العربية إنه و 17 آخرين كانوا مضربين عن الطعام لعدة أيام. وأضاف أنهم يفضلون الموت على ترحيلهم إلى رواندا.
من جهتها أشارت جمعيات خيرية تدعم طالبي اللجوء، الأربعاء، إلى أنها وثقت عدداً من محاولات الانتحار بين أولئك الذين تم تهديدهم بإرسالهم إلى رواندا.
وقالت طالبة لجوء إيرانية حاولت الانتحار للعاملين في الجمعيات الخيرية إنها تعتقد أنها تواجه نقلها إلى الخارج إلى رواندا.
في حين قام طالب لجوء يمني يبلغ من العمر 40 عاماً بتصوير مقطع فيديو موجه إلى رئيس الوزراء، بوريس جونسون، ووزيرة الداخلية، بريتي باتيل، يوضح أنه بعد وصوله إلى المملكة المتحدة في 13 أبريل / نيسان، واكتشف خطط نقل رواندا إلى الخارج.
وقال وفق “الغارديان”: “لا يوجد خيار آخر سوى أن أقتل نفسي”.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية، الخميس، إن أول رحلة جوية إلى رواندا تحمل مهاجرين، دخلوا البلاد عبر القنال الإنجليزي، ستغادر في 14 يونيو/حزيران.
وبدأ المسؤولون في إصدار توجيهات رسمية لأول المهاجرين، الذين سيتم نقلهم جوا إلى الدولة الأفريقية.
ومن المتوقع أن تكون هناك طعون قانونية ضد هذه الخطوة التي ستقوم بها الحكومة البريطانية.
وتعرضت الخطة المثيرة للجدل لانتقادات من جانب سياسيين وجمعيات خيرية ورئيس أساقفة كانتربري، الذين وصفوها بأنها “مناقضة لطبيعة الله”.
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، إن الشراكة مع رواندا “جزء أساسي من استراتيجيتنا لإصلاح نظام اللجوء المعطل، والتصدي لنموذج الأعمال الشرير لمهربي البشر”.
وبحسب البيانات البريطانية، عبر أكثر من 4850 شخصاً القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة هذا العام، وزاد العدد في مارس/آذار إلى 3000 شخص قاموا بالرحلة الخطرة، مقارنة بحوالى 831 شخصاً في الشهر نفسه من العام الماضي.
ولم تؤكد وزارة الداخلية عدد الأشخاص الذين سيتم إصدار الإخطارات لهم في البداية، لكن أحد المسؤولين قال لـ”بي بي سي” إن جميع أولئك الذين ستصدر توجيهات بشأنهم هم رهن الاحتجاز حالياً.
وتتوقع وزارة الداخلية البريطانية اتخاذ إجراءات قانونية ضدها، سواء من قبل الأفراد المهددين بالترحيل أو من قبل الجماعات التي تعارض سياسة الحكومة.
وفي العام الماضي، أعربت حكومة بريطانيا عن قلقها في الأمم المتحدة بشأن “القيود المستمرة على الحقوق المدنية والسياسية وحرية الإعلام” في رواندا.
لكن عند إعلان مشروع الترحيل، غير رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، رأيه ووصفها بأنها واحدة من أكثر البلدان أماناً في العالم.