شح المحروقات في سورية ينشط تهريبها من لبنان
أرباح المهربين تصل لـ500 دولار يومياً
تحدثت وسائل إعلام لبنانية عن عودة نشاط عمليات تهريب المحروقات إلى سورية، نتيجة أزمة المتفاقمة التي تشهدها كافة مناطق سيطرة النظام منذ حوالي شهرين.
وذكر موقع “نداء الوطن” اللبناني، اليوم الخميس، أن تهريب البنزين والمازوت يتم عبر سيارات وباصات مزودة بخزانات إضافية، تفرغ الكمية المخصصة للتهريب بعد اجتياز الحدود بمسافة قصيرة.
كما يستغل مهربون معرفتهم بالطبيعة الجغرافية للمناطق الحدودية، ويضعون عبوات بلاستيكية معبأة بالمحروقات على دراجة نارية، ويعبرون الحدود عبر طرق ترابية ويسلمونها لمهربين على الطرف الآخر.
ويحمل بعض الشبان “غالونات” بنزبن ومازوت، وينقلونها سيراً على الأقدام لتسليمها عند نقطة المصنع الحدودية.
وتباع صفيحة البنزين (20 ليتراً) بين 40 إلى 46 دولاراً، والمازوت حوالي 38 دولاراً، بينما السعر في لبنان 18 دولاراً، وهو ما يعني زيادة حدة التهريب خلال الفترة المقبلة في حال استمرت أزمة المحروقات في سورية على ما هي عليه.
وتتراوح أرباح المهرب بين 200 إلى 290 دولار يومياً، وقد يصل إلى 500 دولار، حسب ما نقله موقع “نداء الوطن” وصحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر ميدانية.
وتشهد المناطق الحدودية مع لبنان عمليات تهريب دائمة، لكن حدتها ازدادت خلال السنوات الأخيرة بسبب الأزمات الاقتصادية في البلدين.
وتعاني مناطق سيطرة النظام، أزمة محروقات “غير مسبوقة”، إذ يجد المواطنون صعوبة في توفير البنزين والمازوت وغيرها من المشتقات النفطية، إلى جانب انعكاس ذلك على قطاع الكهرباء عبر زيادة ساعات التقنين.
كما أسفر ذلك عن شلل في حركة النقل والمواصلات نتيجة عدم توفر المحروقات، وتعطيل الجهات العامة، وسط حالة سخطٍ كبيرة في أوساط المواطنين الذين يعانون ظروفاً معيشية سيئة.
وتعتمد حكومة الأسد منذ سنوات على التوريدات النفطية التي توردها الدول الداعمة للنظام وخاصة إيران.
هذه التوريدات تقلصت بشكل كبير منذ حوالي الشهرين، بحسب ما أعلنت عنه وسائل إعلام النظام، مدعية أن ذلك بسبب تشديد العقوبات الأمريكية.
ووعدت “المستشارية الثقافية الإيرانية” في سورية، الأحد الماضي، بانفراج أزمة المشتقات النفطية في مناطق سيطرة النظام خلال 48 ساعة، بوصول ناقلة نفط جديدة.
سبق هذا الوعد، ما تحدث عنه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عمرو سالم، في 18 من كانون الأول / دسيمبر الحالي، بأن المشتقات النفطية يمكن أن تتوفر في 15 من كانون الثاني /يناير من العام 2023.
لكن منذ مطلع الشهر الحالي وصلت عدة ناقلات نفطية وأفرغت حمولتها في مصفاة بانياس دون حدوث أي تغيير في واقع الأزمة.