يدور الحديث في الأوساط الدولية عن قرب التوصل لاتفاق جديد حول غزة، يقضي بفرض هدنة مؤقتة مقابل تبادل أسرى بين “حماس” وإسرائيل.
وتجري المفاوضات حالياً في العاصمة المصرية القاهرة، بوساطة مصرية- قطرية- أمريكية، إلا أنها تواجه “شروطاً صعبة”، وفق مسؤولين مطلعين على سير المفاوضات.
وتريد “حماس” خلال المفاوضات الحالية إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع بشكل كامل، فيما تقول إسرائيل إنها تريد هدنة “مؤقتة” يتخللها الإفراج عن أسرى إسرائيليين لدى “حماس”.
وكان زعيم حركة “حماس”، إسماعيل هنية، وصل إلى القاهرة، أمس الأربعاء، وأجرى محادثات مع رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، في خطوة اعتبرها محللون “جدّية” في سير المفاوضات.
فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، في مؤتمر صحفي أمس، إن المفاوضات الحالية “جادّة للغاية، ونأمل أن تؤدي إلى شيء ما”.
شرطان لـ”حماس”
من جانبها، نقلت وكالة “رويترز” عن المستشار الإعلامي لدى “حماس”، طاهر النونو، أن الأخيرة لن تفرج عن المزيد من الأسرى الإسرائيليين إلا بشرطين اثنين.
الأول وقف العملية الإسرائيلية على غزة بشكل نهائي، والثاني زيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في القطاع.
وقال للوكالة: “حماس غير مستعدة لبحث إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين حتى تنهي إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، وتزيد حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين”.
وأضاف أن “حماس” ترفض مناقشة أي وقف مؤقت لإطلاق النار، مردفاً أنها ستناقش وقفاً دائماً، وفق تعبيره.
إلا أن مصدر مطلع على المفاوضات قال لـ”رويترز” إن إسرائيل تصر على إطلاق سراح جميع النساء والرجال العجزة المتبقين بين الأسرى لدى “حماس”، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار.
وبحسب تقارير عبرية، قدمت إسرائيل خطة للوسطاء تنص على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع أو أسبوعين، يتم خلالها إطلاق سراح حوالي 30 إلى 40 رهينة من النساء والرجال العجزة لدى “حماس”.
وبالمقابل، تفرج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين ممن أدينوا بـ”جرائم أكثر خطورة” من النساء والمراهقين المفرج عنهم في الصفقة السابقة.
لكن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اعتبر أن الحديث عن هدنة في غزة “أمر بعيد المنال حالياً”، مضيفاً في تصريح للصحفيين أمس الأربعاء، “نحن نضغط”.
ثلاثة أسماء كبار
من جانبها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن “حماس” تصر على الإفراج عن 3 أسماء من كبار الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وهم: مروان البرغوثي، قيادي في حركة “فتح” معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بخمسة مؤبدات 40 عاماً.
وعبد الله البرغوثي القيادي في حركة “حماس”، والمعتقل منذ عام 2003، ومحكوم بـ 67 مؤبداً و5200 عام.
والاسم الثالث هو أحمد سعدات، أمين عام “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، المعتقل منذ عام 2008 ومحكوم عليه بالسجن 30 عاماً.
واعتبرت الصحيفة أن الإفراج عن مروان البرغوثي “قد يغير وجه السلطة الفلسطينية”، على اعتبار أنه يتمتع بشعبية كبيرة قد تطيح بسلطة محمود عباس.
وتستمر الحرب الإسرائيلية على غزة لليوم الـ76، في حملة “عنيفة” أودت بحياة أكثر من 20 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال.
وتخلل الحملة العسكرية هدنة واحدة فقط مدتها أربعة أيام، وتم تمديدها يومين إضافيين، وتضمنت إطلاق سراح 50 امرأة وقاصراً من الأسرى لدى “حماس”، مقابل الإفراج عن 150 امرأة وقاصراً من الفلسطينيين المعتقلين في سجون إسرائيل.
وتقول إسرائيل إنها لن تنهي حملتها “لحين القضاء على حركة حماس والإفراج عن جميع الرهائن”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان له أمس، “من يظن أننا سنتوقف فهو منفصل عن الواقع، كل إرهابيي حماس من أولهم لآخرهم هم رجال أموات يمشون على الأرض”.