صحفيون وحقوقيون سوريون يتعرضون للتعذيب في لبنان.. شهادات موثقة بفيلم
أصدر “مركز وصول لحقوق الإنسان” فيلماً وثق خلاله تعرّض حقوقيين سوريين في لبنان لانتهاكات على يد الأجهزة الأمنية اللبنانية، تزامناً مع تقارير حقوقية دولية تحدثت عن تعرض سجناء سوريين للتعذيب في لبنان.
الفيلم الذي يحمل اسم “ومضة”، يعرض شهادات حية للاجئين سوريين يقيمون في لبنان عملوا في مجال حقوق الإنسان، بعضهم انتقل للعيش في دول أوروبية وبعضهم لا يزال يقيم هناك، متحدثين عن مضايقات من قبل السلطات اللبنانية، لاعتبارات متعلقة بطبيعة عملهم ومعارضتهم لنظام الأسد.
أبرز الانتهاكات التي تحدث عنها السوريون في الفيلم كانت تعرضهم للاعتقال التعسفي والتعذيب، إلغاء الكفالة والترحيل، المنع من دخول لبنان لعشر سنوات، انتهاك الخصوصية أثناء التحقيق، إلى جانب التوقيع على أوراق دون الإطلاع على ما ورد فيها.
محمد حسن، مدير “مركز وصول” قال في حديث لموقع “السورية نت” إن الهدف من الفيلم هو الإشارة إلى “جزء بسيط” من معاناة اللاجئين السوريين المدافعين عن حقوق الإنسان، والتي لا يمكن حصرها بسلسلة أفلام وثائقية طويلة، على حد تعبيره.
وأشار محمد حسن إلى أن الفيلم تم تصويره مع ممثلين رووا الانتهاكات على لسان الشخصيات الحقيقية، وذلك حرصاً من “مركز وصول” على عدم نشر أي صورة أو صوت أو معلومات شخصية تدل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على هوية أو مكان الأشخاص المتعرضين للانتهاكات، وذلك لتجنيبهم أي عمليات “انتقامية” من قبل السلطات.
وبحسب المدير التنفيذي للمركز تم عرض الفيلم على العديد من الجهات الدولية قبل موعد نشره، وذلك للوقوف بشكل أكبر على أوضاع المدافعين عن حقوق الإنسان بين اللاجئين السوريين، خاصة في لبنان، كما تم إرساله إلى الجهات الخاصة لدى الأمم المتحدة، والتي تعنى بمتابعة تطبيق الاتفاقيات الدولية المتعلقة بقضايا الانتهاكات المعروضة في الفيلم.
وأضاف “يولي مركز وصول لحقوق الإنسان اهتماماً كبيراً بملف المدافعين في لبنان، من خلال التواصل مع الشركاء المعنيين لتقديم المساعدة القانونية للحالات المعرّضة للخطر بشكل مباشر، والدعم المالي للحالات التي تواجه مخاطر أمنية”.
وأشار إلى أنه يجري العمل حالياً مع جهة دولية معنية بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، لإعداد تقرير حول أوضاع الحقوقيين والمدافعين في لبنان.
يُشار إلى أن فيلم “ومضة” من إنتاج فريق عمل “مركز وصول لحقوق الإنسان”، ومقره فرنسا، بمشاركة مجموعة من المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان.
إدانة دولية سابقة
فيلم “ومضة” لا يعتبر التوثيق الأول الذي يتطرق لانتهاكات يعاني منها لاجئون سوريون في لبنان، إذ أصدرت “منظمة العفو الدولية” (أمنستي) تقريراً في مارس/ آذار الماضي، اتهمت خلاله الأجهزة الأمنية اللبنانية بارتكاب انتهاكات بحق سجناء سوريين اعتقلتهم بتهمة “الإرهاب”.
وبحسب التقرير، الذي يحمل عنوان “كم تمنيت أن أموت”، تم تعذيب المعتقلين بالكابلات الكهربائية والعصي، دون إخضاعهم لمحاكمة “عادلة” أو الاستعانة بمحامٍ، مشيراً إلى أن 9 حالات من المعتقلين تم توجيه تهمة “الإرهاب” لهم لمجرد معارضتهم لنظام الأسد.
ويرصد التقرير شهادات 26 لاجئاً سورياً، بينهم أربعة أطفال، اعتقلوا في الفترة بين عامي 2014 و2021، متحدثاً عن تعرضهم لأساليب تعذيب مستخدمة في أسوأ سجون النظام سمعةً، مثل “بساط الريح” و”الشَبْح” و”البلانكو”.
وقالت ماري فورستيي، الباحثة المعنية بحقوق اللاجئين والمهاجرين في طمنظمة العفو الدولية”، إن “هذا التقرير يقدم لمحة سريعة عن المعاملة القاسية والمسيئة والقائمة على التمييز المجحف، التي تمارسها السلطات اللبنانية ضد اللاجئين السوريين المحتجزين، للاشتباه بهم بشأن تهم تتعلق بالإرهاب”.
وأضافت “ينبغي على السلطات اللبنانية أن تبادر على الفور إلى تطبيق قانون مكافحة التعذيب الذي أصدرته، واحترام الواجبات المترتبة عليها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان. ويجب عليها أن تضمن إجراء تحقيقات فعالة في مزاعم التعذيب، ومساءلة أولئك المسؤولين عن ارتكاب هذه الانتهاكات المروّعة”.