صحيفة: واشنطن تراجعت عن اغتيال قادة إيرانيين بعد توقف الهجمات عليها
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إنه منذ 2 فبراير/ شباط الجاري، توقف الهجمات على قواعدها في سورية والعراق، باستثناء هجومين “صغيرين” في سورية.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، أن إيران وجهت تعليمات لوكلائها في سورية والعراق لوقف الهجمات ضد واشنطن في الشرق الأوسط، وذلك بعد سلسلة الضربات الأمريكية رداً على مقتل 3 جنود أمريكيين.
هل سيطرت طهران على مليشياتها؟
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين وأمريكيين أن “طهران، التي تشعر بالقلق من إشعال حرب مفتوحة مع واشنطن، طلبت من الميليشيات التي تدعمها الحد من الهجمات على أهداف مثل المنشآت العسكرية”.
وأضافوا أن إيران “بذلت جهوداً متضافرة لكبح جماح الميليشيات في العراق وسورية، بعد أن ردت الولايات المتحدة بسلسلة من الضربات الجوية لمقتل ثلاثة من جنود الاحتياط بالجيش الأمريكي هذا الشهر”.
وبحسب الصحيفة فإن ذلك الهدوء النسبي “يعكس القرارات التي اتخذها الجانبان، ويشير إلى أن إيران تتمتع بمستوى معين من السيطرة على الميليشيات”.
واعتبرت أنه “مع تكثيف هجمات الوكلاء، والتي بلغت ذروتها بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين، شعر القادة الإيرانيون بالقلق من أن مستوى الحكم الذاتي الممنوح للميليشيات بدأ يأتي بنتائج عكسية وقد يدفعهم إلى الحرب”، وفقاً لمسؤولين إيرانيين وأمريكيين، رفضوا الكشف عن هويتهم.
وقال سينا آزودي، المحاضر في جامعة جورج واشنطن والخبير في الأمن القومي الإيراني للصحيفة: “إنهم خائفون من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ويعلمون أنه إذا قُتل أمريكيون مرة أخرى فإن ذلك يعني الحرب”.
وأضاف: “كان عليهم كبح جماح الميليشيات وإقناعهم بأن الحرب مع الولايات المتحدة يمكن أن تلحق الضرر بطهران أولاً ومن ثم بالمحور بأكمله”.
وتقول “نيويورك تايمز” إن إيران تمتلك سيطرة كبيرة على “حزب الله” في لبنان، لكن سيطرتها تقل نسبياً على المليشيات في سورية والعراق، في حين يعتبر الحوثيون في اليمن “أكثر استقلالية”.
“واشنطن تتراجع عن الاغتيال”
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول في وزارة الدفاع قوله إنه بمجرد أن هدأت الهجمات على الأمريكيين في الشرق الأوسط، تراجعت واشنطن عن قرار اغتيال واحد على الأقل من كبار قادة المليشيات الإيرانية.
وأضاف أن التراجع الأمريكي جاء “لتجنب تعطيل الهدنة وإذكاء المزيد من الأعمال العدائية”.
في حين قال مسؤول أمريكي آخر أن البنتاغون “مستعد لضرب المزيد من أهداف الميليشيات إذا لزم الأمر، لكنه قرر أن تنفيذ المزيد من الضربات الآن سيؤدي إلى نتائج عكسية”.
ونقلت الصحيفة عن خبير استراتيجي عسكري في “الحرس الثوري” أن إيران تعتقد أن الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة ستعمل لصالح إسرائيل، في الوقت الذي انقلب فيه الرأي العام العالمي ضدها بسبب الخسائر الفادحة في القتلى المدنيين والمعاناة في غزة.
وقال الخبير الاستراتيجي إنه بعد أكثر من عقد من الزمن “تعتقد إيران أنها تتمتع بارتفاع شعبيتها بين العرب، الذين يشعرون بالغضب لأن زعماء بلادهم لا يبذلون ما يكفي لدعم الفلسطينيين”.
وشهدت الأشهر الأربعة الماضية تصاعد وتيرة الهجمات على القواعد الأمريكية في سورية والعراق، حيث سجّل البنتاغون ما لا يقل عن 170 هجوماً منذ حرب غزة أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
لكن الهجمات بلغت ذروتها بعد استهداف قاعدة البرج 22 الأمريكية في الأردن، أواخر الشهر الماضي، ما أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين.
وردت الولايات المتحدة على ذلك الهجوم، الذي تبنته ميليشات عراقية مدعومة من إيران، بتنفيذ سلسلة ضربات جوية في سورية والعراق.
ومنذ مطلع الشهر الجاري تراجعت وتيرة الهجمات على القواعد الأمريكية، إذ لم يسجل البنتاغون أي هجمات منذ 2 فبراير الجاري، باستثناء هجومين “صغيرين” في سورية.