أثارت حادثة تعذيب الطفل السوري أحمد زينب، من قبل أفراد عائلة تركية في ولاية غازي عينتاب، استهجاناً وإدانات واسعة من جهات رسمية، وخلفت صدمة بين مجتمع السوريين في تركيا.
وأصدرت ولاية غازي عنتاب بياناً، اليوم الجمعة، أكدت فيه إلقاء القبض على مواطنين أتراك، بتهمة الاعتداء على طفل سوري في منطقة جمهوريات.
وقالت إن “فرق الشرطة في الولاية قامت بشكل عاجل باعتقال المتهمين بتعذيب الطفل”، مؤكدة أن أحد الأشخاص المتهمين لديه سجلات جنائية سابقة.
من جانبه زار والي غازي عنتاب، كمال تشيبر، الطفل في مشفى “شهير” في الولاية وتعهد بمتابعة القضية ومحاسبة الجناة.
في المقابل وصف رئيس الائتلاف الوطني، هادي البحرة، الحادثة بـ”الشنعاء”، وأكد تكليف مدير مكتب الائتلاف بمتابعة الحالة، حيث قام بزيارة آلطفل وعائلته في المستشفى.
كما أكد متابعة القضية مع الجهات القانونية المسؤولة في الحكومة التركية، إضافة إلى استعداد الائتلاف توكيل مكتب محاماة لمتابعة القضية عبر المحاكم.
استنكر بأشد العبارات الجريمة الشنعاء التي ارتكبت بحق الطفل أحمد زينب في مدينة غازي عنتاب، حيث قمنا بمتابعة مجريات ما حدث منذ مساء أمس من مصادر موثوقة، وتم تكليف مدير مكتب الائتلاف بمتابعة الحالة حيث قام بزيارة آلطفل وعائلته في المستشفى اليوم، كما قمت بالاتصال مع عائلة الطفل أحمد…
— Hadi Albahra (@hadialbahra) January 12, 2024
وأدان “المجلس الإسلامي السوري” حادثة الاعتداء، التي وصفها بـ”المروعة”، داعياً “إلى معاقبة تردع كل من تسوّل له نفسه انتهاك حقوق المستضعفين اللاجئين إلى هذه البلاد بدافع العنصرية أو غيرها”.
ولاقت الحادثة ردود فعل واسعة من قبل وسائل إعلام تركية. وناشطين وحقوقيين، طالبوا بمحاسبة المعتدين.
وقال الصحفي يشار يافوز في غازي عنتاب إن “الفاشية والعنصرية هي مشاكل الأمن القومي في تركيا”، مطالباً بمعاقبة الجناة.
كما طالب الصحفي فوركان إرتن بـ”اتخاذ الخطوات اللازمة ضد الأفراد والمؤسسات التي أصبحت تمثل مشكلة الأمن القومي لتركيا”.
ما القصة؟
وكان الطفل أحمد زينب تعرض للتعذيب، أمس الخميس، بعد جدل بين مجموعة أطفال في المدرسة.
وحسب الناشط الحقوقي، طه الغازي، فإن والد الطفل روى ما تعرض له، وقال “إبني ذهب رفقة بعض زملائه إلى إحدى المدارس القريبة في حي Cumhuriyet كي يلعبوا كرة القدم”.
وأثناء اللعب تجادل مع بعض الأطفال الأتراك، على إثر الجدال قامت إحدى الطالبات بإبلاغ ذويها بالأمر.
وعقب ذلك جاءت مجموعة من أفراد عائلة الطالبة، وقاموا بضرب الطفل، ووضعوه في سيارتهم، وأخذوه إلى منطقة نائية، وقاموا بتعذيبه بشتى الوسائل.
وحسب والد الطفل “قاموا بضرب الطفل بأدوات معدنية، ونتف شعره ووضعه في فمه، وقاموا بإيهامه بقيامهم بخنقه، وذلك عبر وضع كيس على وجه، وقاموا بحرق لسانه وحرق أجزاء من جسمه بأعقاب السجائر”.
وحسب صحيفة “صباح” التركية فإنه تم العثور على الطفل على جانب الطريق، ثم إسعافه إلى المستشفى.
ونتيجة للتعذيب تعرض الطفل لتشنجات عصبية حادة، أدت إلى إدخاله إلى العناية المشددة في المشفى.
ويتعرض سوريون في تركيا بين الفترة والأخرى لاعتداءات عنصرية، وصلت أحياناً لجرائم قتل، وهو ما يربطه نشطاء حقوقيون بحملات الكراهية والتحريض في وسائل اعلام، من قبل شخصيات وأحزاب سياسية معارضة للحكومة.
ويقيم في تركيا نحو 3.5 مليون من السوريين، حيث باتوا في السنوات الأخيرة، مادة رئيسية في التجاذبات السياسية الداخلية، وكان شعار طردهم من البلاد، عنواناً أساسياً في حملة منافس الرئيس التركي، خلال جولة إعادة الانتخابات الرئاسية آواخر مايو/أيار الماضي.