صراع “جنرالات السودان”.. المعارك تستعر وتغلق أبواب الوساطات
تتواصل المعارك في السودان لليوم الثالث على التوالي، بين الجيش الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان و”قوات الدعم السريع” التي يقودها محمد حمدان حميدتي، ما أسفر عن أكثر من 90 قتيلاً قتيل وقرابة 1000 مصاب.
ومنذ صباح يوم الاثنين تشهد العاصمة معارك ضارية بين القوتين، وخاصة في محيط القصر الجمهوري والمطار ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتشير المعطيات على الأرض إلى أن الجيش يحاول إحكام قبضته على المناطق التي خسرها خلال الأيام الماضية لصالح قوات “الدعم السريع”.
وأصدر قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمراً بحل “قوات الدعم السريع” ووصفها بالمجموعة المتمردة.
وفي المقابل صدرت تصريحات عن قائد “قوات الدعم السريع” تؤكد القتال ضد “الإسلاميين الراديكاليين” الذين يأملون في إبقاء السودان معزولاً، على حد تعبيره، في منشور عبر “فيس بوك”.
وذكر بيان للخارجية السودانية أن “القوات المسلحة تمكنت من إلحاق الهزيمة بالمتمردين، وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، الأمر الذي اضطر أعداداً كبيرة منهم للاستسلام أو الهروب من ساحة المعركة إلى الولايات المجاورة لولاية الخرطوم”.
لكن الخارجية قالت في نفس الوقت، إن المواجهات الجارية “لإنهاء سيطرة فلول الدعم السريع على المواقع الحكومية التي سيطروا عليها، ربما تأخذ بعض الوقت”.
من جانبه قال قائد “قوات الدعم السريع”، محمد حمدان حميدتي، في بيان، إن “الحرب التي نخوضها الآن هي ثمن للديمقراطية وأفعالنا هي رد على حصار ومهاجمة قواتنا”.
ودعا حميدتي المجتمع الدولي للتحرك ضد ما وصفه بـ”جرائم الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان الإسلامي الراديكالي الذي يقصف المدنيين من الجو، حيث يشن حملة وحشية ضد الأبرياء”.
“لا هدون ولا وساطات”
وعلى مدى الساعات الماضية وبينما دعت العديد من الأطراف إلى هدنة ووقف لإطلاق النار، إلا أن الجيش السوداني رفضها، معتبراً أن ما يحصل “شأن سوداني داخلي”.
ورفضت الخارجية السودانية الوساطات الدولية وجهود الدول العربية والأفريقية الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد، “وتود أن تؤكد على أن هذا الأمر هو شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية”، بحسب بيانها الرسمي.
وعزت وزارة الخارجية فشل الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية لإقناع قيادة الدعم السريع بالاندماج في القوات المسلحة، “لتعنت أولئك القادة في قبول هذا الأمر”.
والاشتباكات التي امتدت إلى مناطق أخرى في السودان هي الأولى في الخرطوم منذ عقود، ووضعت القوات المسلحة في مواجهة مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية القوية.
ويتولى البرهان منصب القائد العام للقوات المسلحة، ويقود حميدتي “قوات الدعم السريع”، ويشغل الرجلان على الترتيب أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم وهما رئيس المجلس ونائب رئيس المجلس.
وكانت “قوات الدعم السريع” أعلنت، السبت، أنها سيطرت على القصر الرئاسي ومقر إقامة قائد الجيش ومقر التلفزيون الرسمي ومطارات في الخرطوم ومدينة مروي في الشمال وفي الفاشر وولاية غرب دارفور. ونفى الجيش حينها التأكيدات.
وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات في السودان إلى 97 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى على ما أعلنت “نقابة أطباء السودان”، صباح الاثنين.
وجاء في بيان للنقابة أن “ما لا يقل عن 97 شخصاً قتلوا (..) منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، السبت”، موضحا أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى إذ أن الكثير منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.
ونقلت وكالة “رويترز” عن شهود قولهم إن الجيش السوداني أصبح له اليد العليا على ما يبدو في صراع دموي على السلطة مع قوات الدعم بعد أن استهدف الجيش قواعدها بضربات جوية.