أثار هبوط طائرة أمريكية في منطقة البقاع بلبنان الجدل في الساعات الماضية وفتح باب التكهنات حول صفقة محتملة بين واشنطن ونظام الأسد، ولاسيما بشأن الصحفي المختطف، أوستن تايس.
وكان حساب “intelsky”، الذي يُعنى بأخبار الرحلات الجوية قد نشر، في ساعات متأخرة من مساء يوم أمس الخميس خرائط لمسار طائرة أمريكية عبر حسابه في “تويتر”.
وبحسب الصور التي نشرها، فقد انطلقت الطائرة من قاعدة العديد في قطر إلى عمان في الأردن، لتتوجه بعد ذلك للمرة الأولى إلى قاعدة الريّاق الجوية في البقاع اللبناني، قبل أن تهبط من جديد في قاعد حامات الجويّة اللبنانية.
وألمح الحساب إلى أن المسار المذكور عادةً ما تستخدمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، عند الانتقال في الزيارات والاجتماعات إلى سورية.
🇺🇸 ✈ #USAFSOC UNITED STATES AIR FORCE SPECIAL OPERATIONS COMMAND 919 SOW, Dornier C-146A Wolfhound (12-3085, AE68BB) arrived to #Hamat Air Base Z19O and for the 1st time to #Rayak Air Base OLRA in Bekaa Valley, #Lebanon 🇱🇧 pic.twitter.com/J0hSoq414k
— INTELSky (@Intel_Sky) November 12, 2020
من جانبها أكدت صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية في عدد صادر لها، اليوم الجمعة، هبوط الطائرة العسكرية الأمريكية التابعة لوحدة العمليات الخاصة في قاعدة “ترياق” في البقاع اللبناني.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر وصفتها بالموثوقة، أن الطائرة ربما تنتظر تسلم الصحفي الأمريكي، أوستن تايس لنقله إلى واشنطن، بعد وساطة المدير العام للأمن اللبناني، عباس إبراهيم، الذي زار واشنطن، في تشرين الأول الماضي.
ورجحت الصحيفة أن تكون عملية إطلاق سراح أوستن تمت أو على وشك أن تكتمل بعد نقله براً من دمشق.
لكن مصادر صحفية أمريكية ذكرت للصحيفة أن مهمة الطائرة غير مرتبطة بإطلاق سراح الصحفي الأمريكي، لكنها أكدت “نعم أوستن تايس في طريق العودة إلى لبنان”.
وحتى الآن تتضارب الأنباء حول المهمة التي كانت موكلة للطائرة الأمريكية التي وصلت إلى قاعدة “ترياق” في البقاع اللبناني.
وحسب ما رصد فريق “السورية.نت” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال الصحفي الإستقصائي المقيم في واشنطن، علي الأحمد إن نظام الأسد أفرج عن الصحفي أوستن تايس، بعد عمليات تفاوض بين إدارة ترامب ونظام الأسد.
وأضاف الأحمد عبر “تويتر”: ” لست متأكداً مما حصلت عليه سورية في المقابل”.
Breaking: You heard it here: #American journalist #AustinTice was released today after #Trump admin negotiated his release with the #Syria #Assad govt. Not sure what #Syria got in exchange. He was picked from Bakka valley base.
— Ali AlAhmed (@AliAlAhmed_en) November 12, 2020
لكن رئيس مكتب بيروت لوكالة “فرانس برس”، ليال أبو رحال قالت عبر حسابها في “تويتر”: “لا صحة للأخبار عن إطلاق سراح الصحافي الأميركي أوستن تايس من سوريا”.
وأضافت أن مصدر مواكب لعملية التفاوض أكدت ذلك لوكالة “فرانس برس”.
لا صحة للأخبار عن اطلاق سراح الصحافي الأميركي أوستن تايس من سوريا وفق ما أكد مصدر مواكب لعملية التفاوض لوكالة فرانس برس pic.twitter.com/2eq68Si3ez
— Layal Abou Rahal (@LayalAFP) November 13, 2020
ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى ساعة إعداد هذا التقرير من جانب نظام الأسد أو واشنطن حول الجدل الدائر بشأن الصحفي “أوستن تايس”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد علّق، الشهر الماضي، على المفاوضات مع نظام الأسد بشأن الرهائن الأمريكيين المحتجزين لدى النظام.
وقال بومبيو في مؤتمر صحفي: “الولايات المتحدة لن تغير سياستها تجاه السلطات السورية، لتأمين إفراجها عن الصحفي، أوستين تايس، والأمريكيين الآخرين المحتجزين لديها”.
وأضاف بومبيو “لقد اختاروا عدم القيام بذلك (النظام السوري)، وسنواصل العمل من أجل عودة ليس فقط أوستن، ولكن كل محتجز، لن نغير السياسة الأميركية للقيام بذلك “.
وفي وقت سابق من تشرين الأول الماضي كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن زيارة المسؤول الأمريكي “كاش باتيل” إلى دمشق، لـ”تأمين إطلاق سراح أمريكيّين على الأقل كان نظام الأسد قد احتجزهما”، منذ 2012.
ووضع نظام الأسد شرطان أمام الولايات المتحدة الأمريكية، حسبما ما ذكرت مجلة “نيوز ويك” الأمريكية، الأول تخفيف العقوبات المفروضة على النظام، وانسحاب القوات الأمريكية مقابل تعاون النظام في ملف المحتجزين الأمريكيين، أحدهما الصحفي “أوستن تايس”، والآخر العامل الصحي السوري الأمريكي “مجد كمالماز”.
وأكد نظام الأسد بشكل غير رسمي زيارة كاتش إلى دمشق، ضمن معلومات نشرتها صحيفة “الوطن” الموالية، الذي ذكرت نقلاً عن مصادر بأن الوفد التقى علي مملوك رئيس الأمن الوطني، وناقشا الطرفان “سلة واسعة من المسائل، حملت جملة من العروض والطلبات”.
ويبلغ عدد المفقودين الأمريكان في سورية حوالي ستة، حسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، في آذار 2019.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن نظام الأسد هو من يحتجزهم على الرغم من رفضه الاعتراف بهم.