عقب الحديث عن جهود لوقف إطلاق النار.. هدوء حذر في إدلب وإحصائيات جديدة تنذر بتدهور الأوضاع الإنسانية
شهدت مناطق القصف في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، هدوءاً حذراً، صباح اليوم الأربعاء، عقب ساعات على حديث الجانب التركي عن اتفاق لوقف إطلاق النار، يجري العمل عليه مع روسيا.
وبالتزامن مع الهدوء النسبي الذي تشهده المحافظة، تستمر حركات نزوح الأهالي عن قراهم وبلداتهم، باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا، وفق ما ذكر فريق “منسقو استجابة سوريا”، الذي وثق نزوح أكثر من 216 ألف نسمة من المنطقة “منزوعة السلاح” في إدلب، منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وحتى تاريخ اليوم.
وفي بيان أصدره “منسقو الاستجابة”، اليوم الأربعاء، جاء فيه أن الحملة العسكرية الأخيرة على إدلب، أسفرت عن مقتل 252 مدنياً، 31% منهم أطفال، بواقع 79 طفلاً وطفلة.
وتركز القصف خلال الأسبوع الماضي على معرة النعمان والقرى الواقعة في ريفها، وسط تقدم قوات الأسد، تحت غطاء من الطيران الحربي الروسي، والذي لم تهدأ غاراته الجوية على المنطقة.
وكانت “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” في قوات الأسد، أعلنت أمس الثلاثاء، سيطرتها على 320 كيلومتراً مربعاً والدخول إلى أكثر من أربعين بلدة وقرية، في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، فيما أوضحت مصادر خاصة لـ “السورية نت”، أن آخر التطورات الميدانية في جنوب شرق إدلب، تفيد بسيطرة قوات الأسد على كل من قرى وبلدات: التح، الرفة، تحتايا، الحراكي، المعيصرونة، حران، القراطي، الهلبة.
ووثقت منظمة “الدفاع المدني السوري”، مقتل 43 مدنياً، منهم 8 أطفال، وإصابة 110 آخرين بينهم 20 طفلاً، خلال الأيام الأربعة الماضية، وأشارت في بيان صادر، أمس، إلى استهداف 69 قرية وبلدة من قبل قوات النظام وحليفها الروسي بكافة أنواع الأسلحة.
يأتي ذلك في وقت تتحدث فيه تركيا عن جهود من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار، مع الجانب الروسي، حسبما أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أمس.
وقال قالن إن بلاده، أرسلت رسالة واضحة إلى الجانب الروسي بشأن الانتهاكات الحاصلة في إدلب، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان، دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محادثته الهاتفية التي أجراها من جنيف، للدفع باتجاه وقف لإطلاق النار، لكن لسوء الحظ لم يتم اتخاذ أي خطوة ملموسة في هذا الاتجاه حتى الآن، قائلاً إنه “ينبغي وقف الهجمات على إدلب بأسرع وقت وننتظر حدوث ذلك عبر اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وهذا هو تطلعنا الأساسي من الجانب الروسي”.