فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مجموعة “فاغنر” الروسية ومؤسسها ديمتري أوتكين، لأسباب تتعلق بنشاطات “تهديد السلام والأمن والاستقرار” في عدة بلدان.
وجاء قرار العقوبات عقب اتفاق سياسي توصل إليه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الشهر الماضي.
ويخلق الاتفاق المذكور مخططاً قانونياً لفرض تدابير لتجميد الأصول وحظر السفر على الأفراد، ومنع مشغلي الاتحاد الأوروبي من إتاحة الأموال للكيانات.
ومن المتوقع أن يعطي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لاتخاذ إجراءات ملموسة العام المقبل.
وقالت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين إن “هذه الإجراءات تأتي رداً على أنشطة الأطراف المستهدفة بينها فاغنر في كل من أوكرانيا وسوريا وليبيا”.
وأوردت ضمن قائمة العقوبات اسم ديمتري أوتكين، وهو ضابط سابق في المخابرات العسكرية الروسية، ويعتبر من مؤسسي مجموعة (فاغنر)، والمسؤول عن عمليات التنسيق والتخطيط لنشر المرتزقة في مختلف البلدان.
وجاء في الجريدة الرسمية أيضاً: “في موقعه القيادي داخل مجموعة فاغنر (ديمتري أوتكين) فهو كذلك مسؤول عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والتي تشمل التعذيب خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي والقتل”.
وتطرق الاتحاد الأوروبي إلى حادثة مقتل الشاب السوري حمادي طه البطة، الذي ينحدر من محافظة دير الزور، مشيراً إلى أن ديمتري أوتكين “أمر شخصياً بتعذيبه حتى الموت، وكذلك تصوير الحادثة بالفيديو”.
وكانت صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية المستقلة قد كشفت عام 2018، عن تسجيل مصور ظهر فيه “المرتزقة الروس” (فاغنر) يعذبون شاباً سورياً في منطقة بريف حمص الشرقي.
وأكدت شبكات محلية سورية في ذلك الوقت، أن الشخص الذي ظهر في التسجيل هو حمادي طه البطة.
وأضافت الشبكات، بينها “الرقة تذبح بصمت” أن حمادي (32 عاماً) تعرض للتعذيب على أيدي المقاتلين الروس، بعد أن عاد من لبنان إلى سورية، وأُجبر على الانضمام إلى صفوف قوات النظام في ذلك الوقت.
وتخضع المنطقة التي تعرض فيها الشاب السوري للتعذيب خلال الفيديو المسرب، لسيطرة قوات النظام وحلفائها الروس.
ويعود تاريخ الفيديو إلى عام 2017، لكن تم تسريبه بعد ذلك، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل إعلام روسية.
وفي التسجيل المصور الذي اطلعت عليه “السورية.نت” حينها، كان هناك عدد مسلحين يتحدثون اللغة الروسية ويضربون الشاب السوري بمطرقة ثم يقطعون أوصاله، لينتهي المشهد برشه بالوقود قبل إضرام النار في جسده، فيما كان رأسه معلّقاً على عمود.
صورة تظهر عناصر من مرتزقة شركة فاغنر الروسية يمثّلون بأحد ضحاياهم على نحوٍ مشابهٍ لتنظيم داعش الإرهابي#سورياhttps://t.co/ejESztsDst pic.twitter.com/tA2dqHYfV2
— الشبكة السورية (@SN4HR) April 26, 2020
من هي فاغنر؟
تتألف “مجموعة فاغنر” في غالبيتها من مواطنين روس خاضعين للسيطرة الفعلية للاتحاد الروسي.
كانت نشطة لعدة سنوات في عمليات قتالية في مناطق مختلفة، بما في ذلك في سورية.
ووردت تقارير عديدة عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ارتكبتها المجموعة ضد المدنيين، وباستخدام القسوة المفرطة في بعض الأحيان.
وتطلق “منظمة العفو الدولية” عليها اسم “الجيش السري لفلاديمير بوتين”، وبحسب تقارير غربية تضم في صفوفها ما بين 2500 إلى 5000 مرتزق.
في المقابل تقول وسائل إعلام روسية إن مجموعة “فاغنر” ممولة من إيفغيني بريغوجين، وهو رجل أعمال من سان بطرسبورغ يلقب بـ “طباخ بوتين”.