وثّق “مكتب توثيق الشهداء في درعا” حصيلة القتلى والمعتقلين في المحافظة، خلال 2020، وهو العام الذي كان حافلاً بعدة تطورات، كان آخرها توقيع اتفاق لـ”التسوية” شمل عدة أصناف من المطلوبين لنظام الأسد.
وجاء توثيق المكتب في تقرير حمل اسم “على أنقاض التسوية” ونُشر، اليوم الجمعة مع مجموعة من الخرائط والرسوم البيانية.
وحسب الإحصائيات التي عرضها المكتب الحقوقي فإن حصيلة القتلى في المحافظة بلغت خلال العام الماضي 544 قتيلاً، وتشمل كلمة “قتيل” هنا عدة فئات، من العسكريين في قوات الأسد، إلى جانب المقاتلين في فصائل المعارضة سابقاً، وآخرين من المدنيين.
وقال المكتب إن “عدد الشهداء في درعا خلال 2020 بلغ 275 شهيداً، بما يشكل 1.7 % من اجمالي عدد الشهداء منذ انطلاق الثورة، وبارتفاع نسبته 25 % عن أعداد الشهداء خلال العام الماضي 2019”.
ويطلق المكتب كلمة “شهيد” على القتلى من أبناء درعا من المدنيين، والمقاتلين ضد قوات الأسد، والذين لا تنحصر حدود نشاطهم في الجنوب السوري فقط.
وأوضح المكتب الحقوقي أن النصف الأول من العام الماضي شهد ارتفاعاً في أعداد “الشهداء” مقارنة بالنصف الثاني، “نتيجة الاشتباكات التي شهدتها شمال سورية، بين قوات النظام وفصائل المعارضة واستشهاد العديد من أبناء محافظة درعا ضد قوات النظام”.
وأشار إلى أنه تم توثيق “استشهاد 26 من أبناء محافظة درعا، أثناء تواجدهم في 3 محافظات مختلفة، حيث كان العدد الأكبر من الشهداء في محافظة إدلب”.
وكانت درعا قد انتقلت إلى سيطرة قوات الأسد، في أواخر عام 2018، ومنذ ذلك الوقت شهدت المحافظة حالة من الفلتان الأمني، أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين والعسكريين.
انتقال درعا إلى سيطرة قوات الأسد جاء جينها بموجب “اتفاق تسوية”، وقضى بخروج مئات المقاتلين والمدنيين إلى الشمال السوري، الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة.
مجازر واعتقالات
ورغم سيطرة قوات الأسد على محافظة درعا بشكل كامل، إلا أنها ارتكبت مجزرة خلال عام 2020 بعد قصفها المدفعي لبلدة جلين في ريف درعا الغربي، بينما لم يشهد عام 2019 توثيق أي مجزرة في محافظة درعا.
وقال المكتب إنه وثّق خلال العام الماضي ما مجموعه: 409 عملية ومحاولة اغتيال، أدت لمقتل 269 شخص وأصيب 102 آخرين، بينما نجى 38 شخص من محاولات اغتيالهم.
في المقابل أضاف أن عمليات الاعتقال والإخفاء والتغييب القسري ظلّت واحدة من أبرز الانتهاكات المستمرة التي ارتكبتها قوات النظام خلال العام 2020، وطالت كلاً من المدنيين ومقاتلي فصائل المعارضة السابقين ممن انضم إلى “اتفاقية التسوية”.
ووثق قسم المعتقلين والمختطفين في المكتب اعتقال قوات النظام لـ 751 شخصاً خلال عام 2020.
ومن بين المعتقلين: 17 سيدة و 5 أطفال، بينما تم الإفراج عن 201 معتقلاً منهم في وقت لاحق من العام الماضي، وتوفي ثلاثة تحت التعذيب أو في ظروف الاعتقال غير القانونية.
الاغتيالات مستمرة
وحتى يومنا هذا تستمر عمليات الاغتيال في محافظة درعا، دون تحديد الجهة الرئيسية التي تقف ورائها، وسط مؤشرات على ضلوع خلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية” بالوقوف ورائها.
وكان ديسمبر الماضي قد شهد عدة عمليات اغتيال، طالت بمجملها عناصر وضباط في قوات الأسد، وخاصة في “الفرقة الرابعة”، بينما استهدفت أخرى قادة سابقون في فصائل المعارضة.
مكتب توثيق الشهداء في #درعا – #على_أنقاض_التسوية : يُظهر الشكل البياني التالي النسب المئوية لتوزع الشهداء حسب التصنيف . pic.twitter.com/e7oUxTVI6Q
— مكتب شهداء درعا (@DaraaMartyrsOF) January 8, 2021