عند حاجز 8 ليرات.. الليرة التركية تهوي لمستويات قياسية وخبراء يوضحون
شهدت الليرة التركية، اليوم الخميس، تدهوراً غير مسبوق في قيمتها أمام العملات الأجنبية، مقتربة من حاجز 8 ليرات أمام الدولار الأمريكي الواحد.
وبحسب بيانات موقع “بلومبيرغ” الاقتصادي، سجلت الليرة التركية مع افتتاح أسواق اليوم، 7.94 أمام الدولار، لتصبح ثاني أكثر عملة تخسر قيمتها من أصل 24 سوقاً ناشئاً تتبعها “بلومبيرغ”، حيث خسرت 25% من قيمتها منذ بداية العام الجاري.
ويأتي تدهور الليرة رغم الإجراءات التي أعلن “البنك المركزي التركي” لضبط سعر الصرف، حيث أعلن قبل أسبوعين زيادة سعر الفائدة من 8.25% إلى 10.25%، بزيادة 200 نقطة، ما أدى إلى تحسن فوري بسيط بسعر صرف الليرة التركية حينها، التي سجلت 7.55 للدولار الواحد، عقب قرار المركزي.
ونقل موقع “بلومبيرغ” عن البرفسور التركي إرهان أصلان أوغلو، نائب رئيس جامعة “بيري رييس”، أن انهيار الليرة التركية يعود بشكل رئيسي إلى عدم تدفق رأس المال من العملات الأجنبية داخل الأراضي التركية، خلال الأشهر الماضية.
واعتبر أصلان أوغلو أن هناك 3 عوائق أمام تدفق رأس المال الأجنبي إلى تركيا، أبرزها انخفاض الرغبة في المخاطرة العالمية بسبب تفشي فيروس “كورونا” حول العالم، وعدم التوازن في أسعار الفائدة في البنوك، والخوف من الأوضاع الجيوسياسية التي تشهدها تركيا.
في حين صرح علي بارباروس ديميرير، المستشار في مجموعة خدمات الاستثمار في “دنيز بنك” التركي، لوكالة “بلومبيرغ” أن الزيادة في سعر صرف الدولار/ ليرة تركية ضغطت على الأسواق، وقال: “في الصباح، بالتوازي مع الارتفاع في الأسواق العالمية، نرى أن المبيعات ارتفعت في سوق الأسهم (…) يمكننا القول إن الضغط على أسهم البنوك زاد مع زيادة سعر الصرف”.
وأضاف أنه إذا استقرت العملة بطريقة ما، فسوف تمهد الطريق لاستقرار سوق الأسهم.
وكانت صحيفة “sozcu” التركية أرجعت قبل أيام سبب هبوط الليرة التركية إلى انخفاض عائدات السياحة في تركيا بسبب انتشار فيروس “كورونا”، مشيرة إلى أن الليرة ستتحسن جزئياً مع قرارات تخفيف قيود السفر، وانتعاش سوق الاستيراد والتصدير.
يُشار إلى أن البنك المركزي التركي أنفق هذا العام 65 مليار دولار لدعم الليرة التركية، في حين أنفق العام الماضي 40 مليار، بحسب بيانات “غولدمان ساكس”.
وكانت الليرة التركية مستقرة مطلع العام الجاري عند 5.94 مقابل الدولار، إلا أنها هبطت إلى مستوى قياسي في 7 مايو/ أيار الماضي، بسبب الإجراءات التي فرضها فيروس “كورونا”، حيث سجلت 7.26، ثم استقرت عند 6.85 على مدى الشهرين الماضيين.
يُذكر أن الليرة التركية شهدت تدهوراً حاداً أيضاً، خلال النصف الأول من عام 2018، نتيجة توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، حينها، بسبب قضية القس الأمريكي المحتجز لدى تركيا بتهمة التجسس، وشهدت الليرة تحسناً خلال عام 2019، بعد حل مشكلة القس واتخاذ “البنك المركزي” سلسلة إجراءات، من بينها خفض سعر الفائدة.