قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط إن عودة النظام السوري “لم تحسم” حتى الآن، مؤكداً أن الأمر يتطلب توافق “عربي – عربي”.
وأضاف أبو الغيظ في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الاثنين، أنهم لا يستطيعون توجيه دعوة لرأس النظام، بشار الأسد لحضور القمة المرتقبة في الجزائر “إلا بتوافق عربي عربي”.
وتابع: “الدعوة تقدمها الدولة المضيفة التي يجب أن تتشاور وتتفاهم. لم أرصد أن هناك تشاوراً”.
وكانت الجامعة العربية قد علقت مشاركة سورية في اجتماعاتها عام 2011، نتيجة لعدم التزام النظام بقراراتها، فيما يتعلق بالمبادرة العربية حينها، لوقف عنف النظام في الشوارع التي كانت تشهد مظاهرات ضده.
وتطور بعدها الموقف العربي باتجاه فرض عقوبات اقتصادية، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي وسحب السفراء من دمشق.
إضافة إلى ذلك انخرطت العديد من تلك الدول في دعم المعارضة وقوى الثورة في سورية بعدة مستويات، سياسية وعسكرية وإغاثية، الأمر الذي كان يُظن حينها أنه سوف يكون عقبة في أي عملية إعادة للعلاقة ما بين تلك الدول ونظام الأسد.
ومنذ أواخر العام الماضي كان لافتاً الحراك الذي بدأته دول عربية اتجاه نظام الأسد، من أجل فتح قنوات حوار وتواصل، في سياق إعادة تطبيع العلاقات التي انقطعت عقب انطلاقة الثورة السورية.
ومن بين هذه الدول الإمارات، والتي كانت قد استقبلت قبل أسابيع بشار الأسد، في خطوة مفاجئة، ولم يتم التمهيد لها في وقت مسبق.
وبحسب أبو الغيط “لم تثار دعوة الأسد في دهاليز الجامعة حتى الآن”، مشيراً: “يتحدثون في خلفية الصورة. ولكن لم أرصد جهداً فعالاً لتحقيق هذا الهدف”.
وبشأن الحديث الذي يدور حول نية دول عربية إبعاد الأسد عن إيران، اعتبر الأمين العام للجامعة أن الأمر “منطقي للغاية وطبيعي”.
وأضاف: “هناك إعادة تفكير في أنه إذا فُتح الباب، لعل هذا يبعد سورية عن إيران. وهناك رأي آخر يقول إن هذه علاقة استراتيجية قائمة منذ الرئيس الأسد الأب ولن تتغير. الأيام هي الكفيلة بكشف هذه الحقيقة”.
وسبق وأن ألمح الرئيس الجزائري، عبد الحميد تبون إلى مشاركة نظام الأسد في “القمة العربية”، التي تستضيفها بلاده، في مطلع نوفمبر المقبل.
وقال تبون في تصريحات بثها التلفزيون الجزائري، ديسمبر 2021: “من المفروض أن تكون سورية حاضرة”، مضيفاً: “نحن عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم شمل العالم العربي الممزق (..) نحن دولة تجمع الفرقاء دائماً”.
من جانبه قال نائب وزير خارجية نظام الأسد، بشار الجعفري، في 29 من ديسمبر 2021، إنهم يتابعون المسار الدبلوماسي الخاص بالعودة إلى الجامعة العربية.
وأضاف الجعفري في تصريحات نشرتها صحيفة “الوطن”، حينها أن “سورية تتابع الأمر، وهناك تحركات دبلوماسية قوية وراسخة، وهي في الاتجاه الصحيح”.