“غزو أوكرانيا”..روسيا تكرر مزاعم الكيماوي في سورية لتبرير هجماتها
على غرار مشابه للمزاعم الروسية في سورية، يبدو أن موسكو تتبع في غزو أوكرانيا، تكتيكات إعلامية كانت استخدمتها سابقاً لتبرير شن هجمات عسكرية.
وتزعم موسكو وجود مختبرات أسلحة بيولوجية أمريكية لاستخدامها على الأراضي الأوكرانية، وهو ما أعاد للأذهان ادعاءات روسيا المتكررة، خلال السنوات الماضية، بشأن تحضير فصائل المعارضة السورية لشن هجمات كيماوية، وذلك لتبرير شن الهجمات ضد مناطقها.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس الأربعاء إن بلادها توصلت إلى أدلة على وجود أنشطة بيولوجية على الأراضي الأوكرانية بالقرب من حدودها.
في حين قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحفي الأحد الماضي، إنه “خلال العملية العسكرية الخاصة، تم كشف وثائق وأدلة أثناء تمشيط دقيق لآثار برنامج بيولوجي عسكري يتم تنفيذه في أوكرانيا، بتمويل من وزارة الدفاع الأمريكية”.
ونفت واشنطن صحة الاتهامات الروسية، ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، المزاعم الروسية بأنها “كاذبة”.
وأكدت ساكي أن “الولايات المتحدة لا تقوم بتطوير أو امتلاك مثل هذه الأسلحة في أي مكان”، معتبرة أن “روسيا تخترع ذرائع كاذبة في محاولة لتبرير أفعالها المروعة في أوكرانيا”.
وأشارت المتحدثة الأمريكية إلى أنه من “المحتمل أن تكون روسيا تمهد لاستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في أوكرانيا أو القيام بعملية واتهام آخرين بالمسؤولية عنها”.
وقارنت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في عددها الصادر اليوم الخميس، بين تعاطي الولايات المتحدة مع ادعاءات موسكو في أوكرانيا وبين ردها على الأكاذيب الروسية في سورية.
وقالت الصحيفة إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استخدم “نفس التبرير الكاذب لتبرير عمليات القصف الممنهجة والواسعة في سورية، في مرأى ومسمع من وسائل الإعلام الغربية”.
وأضافت الصحيفة أن تعاطي واشنطن مع ادعاءات موسكو في أوكرانيا، معاكسة لنظيرتها في الحالة السورية، إذ تعاطت بجدية ونفت الادعاءات، بينما تم استقبال كل ادعاء روسي باستخدام المعارضة السورية للسلاح الكيماوي بـ”سذاجة”، ولم يكن هناك اهتمام كبير بفضح أكاذيب موسكو.
واعتبرت الصحيفة أن “روسيا نجحت في حرب المعلومات المضللة” في سورية.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير سابق في حلف الناتو، قوله إن “أوكرانيا جزء من سلسلة متصلة أطول بكثير من سورية”.
من جهته قال مدير برنامج سورية ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، إن “نطاق الحرب في أوكرانيا مختلف، ولكن بعض التكتيكات الروسية تم اكتسابها وتطويرها في سورية”.
وأضاف ليستر للصحيفة، أن “الإفلات الواسع من العقاب عزز قدرة بوتين على عدم الالتفات إلى الخطوط الحمراء الدولية”.
وتكرر روسيا منذ سنوات روايتها حول تخزين ونقل مواد كيماوية من قبل الفصائل المقاتلة في إدلب، وتارة تتهم “تحرير الشام” وأخرى توجه اتهامها إلى منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، في محاولة منها لشرعنة قصفها على المنطقة.
وآخر هذه الروايات كان في ،27 من فبراير/ شباط الماضي، إذ قال نائب رئيس المركز الروسي في قاعدة “حميميم”، الأميرال أوليغ جورافليف، إن “تنظيم جبهة النصرة الإرهابي نقل حاويات تحتوي على مادة سامة قد تكون الكلور، إلى قرية كفر لوسين في إدلب”.
وأضاف أنه “بسبب الإهمال في التعامل أثناء النقل، تعرضت إحدى هذه الأسطوانات لضرر كبير”.
وتورط نظام الأسد بهجمات عديدة بالأسلحة الكيميائية، في مناطق عديدة أبرزها مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق يوم 21أغسطس/آب 2013، وخان شيخون في أبريل/نيسان 2017، ومدينة دوما في أبريل/نيسان 2018 وغيرها، في حين ينكر ذلك، ويزعم تسليم مخزونه بالكامل بعد انضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيمائية عام 2013.
وشهدت سورية 222 هجوماً كيماوياً على المدنيين، منذ أول توثيق لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في 23 من أكتوبر/ تشرين الأول 2012 وحتى أغسطس/ آب 2021.