عبّرت جهات دولية وإقليمية، عن تخوفها من تأثيرات قد تلحقها الحرب الروسية على أوكرانيا في الملف السوري، سوء على الصعيد السياسي أم العسكري.
وبدأت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، الخميس الماضي، وسط محاولة القوات الروسية التقدم نحو العاصمة كييف، يقابلها “مقاومة شديدة”، حسب ما أعلن الجيش الأوكراني، في حربٍ يبدو أنها تتجه نحو مزيد من احتمالات معقّدة.
“قلق للغاية”
على الصعيد السياسي أبدى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، أمس السبت، “قلقه الشديد” من تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على الملف السوري.
وخلال إحاطة للمبعوث الأممي في مجلس الأمن، أمس السبت، أعرب عن خشيته من تأثير الحرب الروسية على جهوده الدبلوماسية.
وقال بيدرسون: “خلال جولتي الأخيرة من المشاورات، كنت آمل في أن نبدأ بإيجاد طريقة لعملية سياسية فعّالة لتنفيذ القرار 2254”.
وأضاف:”من الواضح أنني قلق للغاية من أن الدبلوماسية الدولية البنّاءة المطلوبة لدفع هذا الأمر قد تكون أكثر صعوبة مما كانت عليه بالفعل، على خلفية العمليات العسكرية في أوكرانيا”.
وهذه المرة الثانية التي يبدي فيها بيدرسون قلقه من تأثير الأزمة الأوكرانية على سورية، إذ أعرب خلال لقائه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الأسبوع الماضي، عن تخوفاته بهذا الشأن.
وقال بيدرسون، حسب وكالة “سبوتنيك“، إنه وبصفته “مبعوثاً خاصاً إلى سورية، أشعر بالقلق من أن يكون لهذا الصراع حول أوكرانيا، أيضاً تأثير سلبي على حل الصراع السوري، لكنني آمل ألا يحدث هذا”.
ويأتي كلام بيدرسون، في ظل تحديده موعد الجولة القادمة من اجتماع المجموعة المصغرة لـ”اللجنة الدستورية” السورية في جنيف.
وأكد بيدرسون أن الجولة السابعة ستعقد في سويسرا، في 21 آذار/مارس المقبل، إضافة إلى اتفاق الرئيسين المشتركين للجنة على “عقد جلسات مقبلة خلال شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو 2022 لمناقشة خطة العمل”.
وكانت الجولة السادسة عقدت، في نوفمبر / تشرين الثاني، واستمرت لخمسة أيام، وتم التطرق فيها إلى نقاش المبادئ الأساسية للدستور، لكنها كسابقاتها لم تصل لجديد.
ورغم أن الجولة السابقة لاقت ترحيباً من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن نتائجها “شكلت خيبة أمل كبرى”، حسب وصف بيدرسون في ختام الجولة.
وتعتبر “اللجنة الدستورية” من مخرجات مؤتمر “سوتشي” الذي عقدته روسيا، في مطلع عام 2018.
ويعوّل عليها في إصلاح الدستور أو وضع دستور جديد لسورية، وتحظى بدعم ورعاية من الأمم المتحدة، والتي تراها الطريق الوحيد للوصول إلى الحل السياسي، بحسب رؤية مبعوثها إلى سورية بيدرسون.
تخوف إسرائيلي وطمأنة روسية
على الصعيد العسكري تبدي إسرائيل تخوفها، من أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا “قد تعطل جهود درء التوسع الإيراني في سورية والمنطقة”.
وتحدثت صحيفة “هآرتس“، أمس السبت، أن المسؤولين الإسرائيليين يتابعون “عن كثب”، تقدم روسيا العسكري في أوكرانيا، وكذلك رد الفعل الغربي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه طُلب من كبار مسؤولي الدفاع في إسرائيل، بعدم التعليق على الحرب الروسية في أوكرانيا “خوفاً من أن يكون لما يحصل تداعيات خطيرة على جهود إسرائيل لإبقاء إيران ووكلائها الإقليميين تحت السيطرة”.
إلا أن موسكو أرسلت تطمينات إلى إسرائيل، عبر سفارتها في تل أبيب باستمرار العمل بالآلية المتفقة بين الطرفين.
وحسب صحيفة “هارتس“، فإن السفارة الروسية في إسرائيل أعلنت بأن التنسيق العسكري مع إسرائيل في سورية سيستمر.
وقالت السفارة إن “كبار المسؤولين العسكريين الروس يناقشون التنسيق على أساس يومي ، وأن “هذه الآلية أثبتت فعاليتها وستستمر في العمل”.
وكانت روسيا وإسرائيل قد أنشأتا خطاً عسكرياً ساخناً، لتنسيق عمليات القوات الجوية فوق سورية، وتجنب الاشتباكات، منذ عام 2018.
لكن خلال الشهرين الماضيين، طرأت عدة متغيرات على صعيد التنسيق الروسي الإسرائيلي، بخصوص الضربات على مواقع عسكرية في سورية.
وبشكل مفاجئ اتجهت موسكو إلى إصدار بيانات تنديد بهذه الضربات، وسبق ذلك توجهها لتسيير دوريات جوية مشتركة مع نظام الأسد على طول مرتفعات الجولان.