فرقة “Talon Anvil” السرية.. قوة الجيش الأمريكي “الغامضة” في سورية
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بعض المعلومات عن فرقة “Talon Anvil”، التي استخدمتها القوات الأمريكية في حربها ضد التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الإسلامية” في سورية والعراق، خلال السنوات الماضية.
ووصفت الصحيفة الفرقة بأنها “خلية قتالية أمريكية سرية للغاية”، ومسؤولة عن إلقاء عشرات الآلاف من القنابل والصواريخ ضمن المناطق التي كانت خاضعة للتنظيم وينشط فيها عناصره.
لكن حسب ما قاله عسكريون حاليون وسابقون ومسؤولو استخبارات للصحيفة، فإن الفرقة السرية تجاوزت القواعد المفروضة لحماية المدنيين، وقتلت أشخاصاً ليس لهم دور في الصراع مثل بعض “المزارعين الذين كانوا يحاولون الحصاد، وأطفال في الشوارع، وعائلات تفرُ من القتال، وقرويون يحتمون في المباني”.
وأكدت الصحيفة أن قتل فرقة “Talon Anvil” للمدنيين أزعج وكالة المخابرات الأمريكية المركزية.
وقال ضابط استخبارات سابق في القوات الجوية، عمل في مئات من مهام الفرقة السرية من 2016 إلى 2018:”لقد كانوا فعالين وجيدين في وظائفهم بلا رحمة. لكنهم قاموا أيضاً بالعديد من الضربات السيئة”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه فريق “السورية.نت”، إلى أن الفرقة مسؤولة عن مقتل عشرات الأشخاص في بلدة الباغوز شرق سورية في مارس/آذار 2019، بعد شن طائرات أمريكية غارتين، وإلقاء قنابل بـ2500 رطل.
وقالت إن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، طلب من “القيادة المركزية”، فتح تحقيق رفيع المستوى عن الضربة في الباغوز والتي نفذتها فرقة “Talon Anvil”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية كشفت في تحقيق لها، الشهر الماضي، عن مقتل عشرات الأشخاص في بلدة الباغوز في 2019.
وفي تفاصيل الحادثة، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنه “في الأيام الأخيرة من المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورية، عندما حوصر أعضاء من دولة الخلافة الشرسة في حقل ترابي بجوار بلدة تسمى الباغوز، حلقت طائرة دون طيار عسكرية أمريكية في سماء المنطقة، بحثاً عن أهداف عسكرية، لكنها لم تشهد سوى حشداً كبيراً من النساء والأطفال متجمعين على ضفة نهر”.
وأضافت أن “طائرة عسكرية أمريكية من دون طيار، طراز F-15E، أسقطت قنبلة تزن 500 رطل على الحشد، أتبعه إسقاط طائرة ثانية قنبلة أخرى بوزن 2000 رطل، ما أدى إلى مقتل 70 شخصاً”، مؤكدة أن الهجوم كله استغرق حوالي 12 دقيقة.
تحقيق يكشف قتل “التحالف” للعشرات في دير الزور بقنابل ضخمة
من هي فرقة “Talon Anvil”
لم تكن فرقة “Talon Anvil” موجودة سابقاً، وتم إنشائها سنة 2014 من قبل “وحدة عمليات خاصة غامضة وسرية تسمى Task Force 9″، التي أشرفت على الهجوم البري لقوات التحالف بقيادة واشنطن في سورية.
كانت فرقة “Talon Anvil”صغيرة، تضم أقل من 20 شخصاً، يعملون من “غرف مجهولة مزدحمة”، لكنها “لعبت دوراً ضخماً في إطلاق 112 ألف قنبلة وصاروخ ضد الدولة الإسلامية”.
وبدأت الفرقة عملها في مدينة أربيل العراقية، إذ اتخذت من مساحات مكتبية بسيطة مركزاً لها، قبل أن” تنتقل إلى داخل سورية مع تقدم الحرب هناك” وتمدد سيطرة عناصر “الدولة الإسلامية”.
وحسب الصحيفة فإن عمل الفرقة انتقل إلى مصنع شركة “لافاراج” الفرنسي الذي يقع في منطقة الجلابية على بعد نحو 100 كلم شمال الرقة، ثم انتقل عمل الفرقة إلى مجمع سكني بالقرب من الحدود العراقية بالقرب من مدينة الميادين في دير الزور.
وقال عضو سابق في فرقة العمل، إن عناصر “Talon Anvil استخدموا الأسماء الأولى ولم يكن لديهم رتب أو زي رسمي، وكان العديد منهم ملتحين وذهبوا للعمل في السراويل والأحذية”.
وعملت الفرقة على اعتراض محادثات الكترونية سرية، والعثور على أهداف للتنظيم الذي هُزم لاحقاً في آخر معاقلة الباغوز، ثم ضربها بذخائر من الطائرات دون طيار أو الاستعانة بطائرات التحالف الأخرى، ونسقت الدعم الجوي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” المتحالفة التي تقاتل على الأرض.
كما “عملت في ثلاث نوبات على مدار الساعة بين عامي 2014 و 2019، وحددت أهداف القوة الجوية الهائلة للولايات المتحدة لضربها: قوافل وسيارات مفخخة ومراكز قيادة وفرق من مقاتلي العدو”.
وتبرر فرقة “Talon Anvil” استهدافها للمدنيين بأنها “ضربة دفاعية”، لكن ضابط في مخابرات القوات الجوية السابق، قال للصحيفة إنه “رأى الكثير من القتلى المدنيين نتيجة تكتيكات الفرقة للدفاع عن النفس”.
وتحدث الضابط بأن الفرقة قتلت سنة 2016 ثلاثة رجال يعملون في بستان زيتون بالقرب من مدينة منبج بريف حلب، مؤكداً أن “الرجال لم يكن لديهم أسلحة، ولم يكونوا بالقرب من أي قتال، لكن الفرقة أصرت على أنهم يجب أن يكونوا مقاتلين أعداء وقتلوهم بصاروخ”.
وفي يونيو / حزيران 2017، قتلت الفرقة عشرات المدنيين في مدينة الرقة، عندما كانوا يستقلون عبّارات مؤقتة لعبور نهر الفرات، حسب الضابط، الذي أكد أن “الفرقة زعمت أن العبّارات كانت تقل مقاتلين أعداء، وشاهد فيديو عالي الدقة وهي تضرب عدة زوار، مما أسفر عن مقتل 30 مدنياً على الأقل، انجرفت جثثهم في المياه الخضراء”.