في أقل من شهر تعرض فصيل “فيلق الشام” المنضوي في “الجبهة الوطنية للتحرير” لضربتين موجعتين في إدلب، في حوادث قلما شهدها الفصيل أو واجهها، على مدار العامين الماضيين، من العمليات العسكرية التي شهدها الشمال السوري ككل.
و”فيلق الشام” هو تشكيلٌ عسكري يعتبر من أبرز الفصائل العسكرية العاملة في محافظة إدلب، ويعرف بقربه من تركيا، من خلال مرافقته لأرتال الجيش التركي في أثناء دخولها وخروجها من المنطقة.
ويحسب التشكيل على فصائل “المعارضة المعتدلة”، وينتشر مقاتلوه في عدة جبهات من محافظة إدلب، بالإضافة إلى تواجد في ريف حلب الشمالي، في كل من منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
قصف روسي
الضربة الأولى والأكبر التي تعرض لها الفصيل كانت في 26 من تشرين الأول الماضي، إذ استهدافت طائرات حربية روسية معسكراً له في منطقة جبل الدويلة قرب الحدود مع تركيا، ما أدى إلى مقتل أكثر من 40 عنصراً، وعشرات المصابين.
القصف الروسي على معسكر الفصيل جاء بشكل مركز، وبشكل مفاجئ، وفي الوقت الذي تشهد فيه محافظة إدلب توتراً وتصعيداً بين الروس والأتراك، بسبب عدم إكمال تنفيذ بنود اتفاق “سوتشي”، الموقع بين الرئيسين التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين.
موسكو لم تعلّق بشكل رسمي على قصف معسكر الفصيل، بينما نشرت وكالات روسية تسجيلات مصورة وثقت عملية الاستهداف، وزعمت أنها استهدفت مقرات عسكرية لـ”هيئة تحرير الشام”، المصنفة على قوائم “الإرهاب”.
وعلى خلفية الاستهداف الذي صنف ضمن الأكبر الذي يطال فصائل عسكرية “معتدلة” أعلنت “الجبهة الوطنية للتحرير” استهداف معسكرات ومقار للروس ولقوات الأسد، في خطوة “ثأر” على حادثة مقتل العناصر خلال تدريباتهم في المعسكر.
وليست المرة الأولى التي يتعرض فيها “فيلق الشام” لهكذا عمليات قصف، إذ سبق وأن تعرض لضربات روسية، أدت إلى مقتل العشرات من عناصره.
وكانت أبرز الضربات، في آب 2017، إذ قتل أكثر من 40 عنصراً من الفيلق، جراء قصف روسي على مقرٍ في منقطة تل مرديخ بريف إدلب الشرقي.
فاجعة كبيرة في إدلب
قصف روسي استهدف معسكراً تابعاً للجبهة الوطنية للتحرير (فيلق الشام) في جبل الدويلة غرب إدلب أثناء اجتماع
ارتقى قرابة 40 شهيداً والعدد النهائي غير معروف حتى الآن
حادثة مشابهة للقصف الروسي على معسكر فيلق الشام -أيضاً- في تل مرديخ (23-9-2017) pic.twitter.com/HYR7YkfHNm— أحمد أبازيد (@abazeid89) October 26, 2020
اغتيال قيادي بارز
الحادثة الموجعة الثانية التي تعرض لها “فيلق الشام”، كانت مساء أمس الأحد، إذ انفجرت عبوة نسفة في سيارة قيادي بارز فيه، ما أدى إلى مقتله متأثراً بجراح، كان قد نقلها إثرها إلى المشافي التركية.
القيادي هو محمد الطالب، ويلقب بـ”أبو عبدو الأخي”، ويعتبر من أبرز مؤسسي فصيل “فيلق الشام”، المنضوي في “الجبهة الوطنية”.
وينحدر “الأخي” من مدينة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي, وهو من مواليد عام 1974، وكان قد شارك في الثورة السورية منذ انطلاقها سلمياً، في عام 2011.
وحسب شبكة “المحرر الإعلامية” التابعة لـ”فيلق الشام”، فإن القيادي هو “أول مؤسسي كتائب الجيش الحر، حيث شكل لواء هنانو في بدايات الحراك العسكري”.
ويعتبر “لواء هنانو” من أقدم وأبرز تشكيلات “الجيش السوري الحر” في الشمال السوري، وكان له مشاركة كبيرة في انتزاع مساحات واسعة من سيطرة قوات الأسد.
وشارك اللواء بقيادة “الأخي” في السيطرة على أول كتيبة دفاع جوي في الشمال السوري، والمعروفة باسم كتيبة الدويلة بالقرب من مدينة كفرتخاريم.
كما كان للواء مشاركة في التصدي للرتل العسكري الضخم والمعروف برتل باب الهوى ومن ثم المشاركة في السيطرة على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
رحم الله الأخ الفاضل أبو عبده الآخي وتقبله في عداد الشهداء
ولعن الله قاتليه
عزائنا للأخوة في فيلق الشام والأخوة في لواء هنانو و لأهلنا بكفر تخاريم
إنا لله وإنا إليه راجعون pic.twitter.com/lNUmoTu52l— الفاروق أبو بكر (@alfarookayoop) November 23, 2020