في ظل غلائها..مبادرة تخفّض أسعار المواد الغذائية في إدلب (صور)
على زاوية محل تجاري في شارع الجلاء وسط مدينة إدلب، يتجمع على مدار اليوم عدد لافت من الأهالي، على مختلف المواد الغذائية، مستفيدين من مبادرة تخفّض أسعار المواد بنسب كبيرة في ظل ارتفاع أسعارها في السوق المحليّة.
وفي هذا المكان، حيث يقف كل بائع أمام صنف غذائي معين يبيعه للأهالي ضمن نظام “الحسومات”، أطلق محل “الزير” للمواد الغذائية والمقبلات والموالح مبادرةً تخفّض الأسعار لعدد من الأصناف الغذائية بنسبة تتراوح من 20 في المئة وفي بعضها تصل إلى 60 في المئة، الأمر الذي لاقى استحساناً من الأهالي، وإقبالاً لافتاً.
“كسر الأرباح”
يوضح إبراهيم الزير، وهو صاحب المبادرة، لـ”السورية.نت” أنّها “جاءت بهذا التوقيت قبيل شهر رمضان الذي أصبح على الأبواب، إذ يقل دخل الفرد خلال هذا الشهر وتزيد المتطلبات، فكان من المهم المساهمة في تخفيض أسعار المواد الغذائية للأهالي”.
ويقول إبراهيم، إنّ “المبادرة يشارك فيها حوالي 6 تجار مورّدين للمواد الغذائية، وهو الأمر الذي شجّع على زيادة أصناف الحسومات بعد أن كانت تقتصر في بدايتها فقط على الموالح والإندومي”.
ويلفت الزير إلى أنّه استثمر في المبادرة “حالة كساد المواد الغذائية لدى التجّار خلال شهري كانون الأول والثاني، وهو ما ساهم بدفعهم ـ أي التجّار ـ إلى تزويد المبادرة في مختلف الأصناف لبيعها بأسعار منخفضة، قد تصل لسعر الكلفة في بعضها وخسارة طفيفة في بعضها الآخر.
ووفرت المبادرة، نتيجة الإقبال الشعبي حوالي 20 عاملاً جديداً في المحل التجاري، وهو ما اعتبره مُطلق المبادرة “مكسباً حقيقياً في ظل انتشار البطالة”.
وتطمح المبادرة في الوقت ذاته، إلى تخفيض الأرباح التي يفرضها الباعة وأصحاب المحال التجارية والتجّار المورّدين على المواد الغذائية وإجبارهم تحت الطلب المتزايد على شراء أصناف المبادرة على الاقتناع بربح “معقول”، وفقاً لـ”الزير”.
ماذا توفر المبادرة؟
تشمل مبادرة المحل التجاري، أصناف كل من الإندومي، والزيت، والموالح بأنواعها، والمقبّلات من “بسكويت وبطاطا وسكاكر”، بينما تتجهّز لتوفير مادة الرز والمرتديلا، في الوقت القريب، بناءً على طلب الأهالي.
ويقول مُطلق المبادرة، لـ”السورية.نت”، إنّ “هذه الأصناف ذات استهلاك يومي للعائلات وخاصةً لفئة الأطفال في أيام المدرسة، ومن الممكن هذه العروض توفّر مشقةً مادية على ربّ الأسرة”.
ويعتبر أنّ “البسكويت والموالح وغيرها من المقبّلات الغذائية، تحوّلت في ظل الغلاء إلى رفاهية ولم يعد بوسع كثير من الأسر توفيرها لمنازلهم، لكن مع هذه الأسعار المخفّضة أتاحت الفرصة للأهالي من جديد لشرائها”.
إقبال شعبي
تشهد المبادرة إقبالاً من مختلف المناطق شمالي غربي سورية، بحسب القائمين عليها، سواء من ريف حلب، وصولاً إلى ريف إدلب الغربيّ.
محمد العمر وهو من سكان قرية “الدويلة” قرب كفرتخاريم شمالي إدلب، قطع مسافة أكثر من 30 كيلو متراً إلى مدينة إدلب من أجل الاستفادة من المبادرة التي أطلقها المحل التجاري.
واعتبر العمر خلال حديثه لـ”السورية.نت”، وقدم من قريته الصغيرة برفقة إخوته وأقاربه، أنّ نسبة الفرق في الأسعار بين المنطقة التي يقطن بها والمحل الذي أطلق المبادرة، حوالي الـ 40 في المئة، وهي نسبة توفر عليهم الكثير من المصاريف الماليّة.
الشاب أبو فهد وهو مهجّر من مدينة حلب، ربح خلال سحب أعلنت عنه المبادرة (شاشة تلفزيونية)، بعد أن اشترى بقيمة تتجاوز الـ 50 ليرة تركية، يقول لـ”السورية.نت”، إنه يمتلك “حظاً سعيداً فقد اشتريت شاشة تلفزيونية. في البداية كان الدافع الأسعار المنخفضة قياساً بباقي المحال التجارية، لكن صار المكسب أكبر بعد أن ربحتُ الشاشة بالسحب المعلن عنه”.
وسجلت مختلف المواد الرئيسية في محافظة إدلب، خلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفاعاً جديداً وكبيراً في الأسعار، تزامناً مع الهبوط المستمر لسعر صرف الليرة التركية أمام الدولار.
وتُحدث أزمة الغلاء “الفاحش” في أسعار المواد وبالتحديد الغذائية منها، سخطاً كبيراً بين السكان، وخاصةً من ذوي الدخل المحدود، في وقتٍ فقدت فيه العملة التركية جزءاً جيداً من قوتها الشرائية في منطقة شمال غربي سورية.