تحدث القائد العام لحركة “رجال الكرامة” في محافظة السويداء، الشيخ يحيى الحجار عن وجود قنوات تواصل مع النظام السوري لتحقيق “هدفين”، وأنهم رفضواً عرضاً روسياً يتعلق بهيكليتهم العسكرية.
وجاء حديثه في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط“، اليوم الاثنين، وقال إن “الحركة لا تخفي وجود قنوات تواصل بينها وبين السلطات السورية، لكن بهدف واضح ومعلن، وهو إطلاق سراح المعتقلين ومتابعة قضايا المظلومين”.
وأضاف الحجار فيما يتعلق بالمساعي الروسية في جنوب سورية أنهم رفضوا عرضاً من موسكو لاستقطاب الحركة تحت لواء “العمل العسكري”.
وأوضح: “رفضنا كان قاطعاً بعدم الانضواء تحت أي راية لها مصالح سياسية واقتصادية في سورية”، وأن موقف الحركة منذ تأسيسها قبل تسع سنوات “لم يتغير على خريطة الأطراف المتصارعة في سورية، كونها لم تنشأ بحثاً عن نفوذ”.
ويأتي حديث قائد “رجال الكرامة” بالتزامن مع الاحتجاجات الأسبوعية التي تشهدها المحافظة ضد النظام السوري، إذ يطالب المعتصمون الذين يتجمعون في ساحة السير كل يوم اثنين بتحسين الأوضاع الاقتصادية وتطبيق القرارات الأممية الخاصة بالحل السياسي في البلاد.
كما جاءت تصريحاته بعد تقارير عن حدوث انشقاقات ضمن “الحركة”، بسبب موقفها المتعلق من النظام السوري، وسياساته في جنوبي سورية.
وأشار الحجار إلى أنهم وجهوا عدة مقترحات للروس، بينها ضرورة تبييض السجون السورية وفتح معبر رسمي مع الأردن لتسخين الأوضاع الاقتصادية في المحافظة، و”غيرها من المطالب التي لم ينفذ منها أي شيء”.
وأشار إلى أن “حركة رجال الكرامة ليست جيشاً بل حركة شعبية اجتماعية ذات طابع عسكري تضم الآلاف من أبناء محافظة السويداء من مختلف أطيافها”.
واعتبر أنه “من الطبيعي أن ينسحب منها أفراد على فترات، بهدف السفر أو بسبب استبعاد البعض بقرار من اللجنة القضائية الخاصة بالحركة”، لافتاً إلى أن التقارير المتعلقة بالانشقاقات “عارية عن الصحة”، وأن تعليق عمل بعض المجموعات العسكرية هو “استراحة مقاتل”.
ومنذ الإعلان الأول عنها سارت حركة “رجال الكرامة” على مبدأ “نحرم التعدي منا وعلينا”، وفي بادئ الأمر كانت عبارة عن تيار ديني نشأ بوجود تهديدات للتنظيم في البادية السورية، ومن الغرب من جهة “جبهة النصرة” التي كانت تسيطر على مناطق في ريف درعا الغربي.
كما تأسست الحركة على يد الشيخ وحيد البلعوس، من أجل كبح انتهاكات وممارسات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وخاصة “الأمن العسكري”.
ووفق ما يقول أحد العناصر المنضوين ضمن “رجال الكرامة” لـ”السورية.نت” فإن عدد عناصر الحركة يتجاوز 1500 مقاتل، بين مدنيين ومنشقين عن الخدمة الإلزامية، وآخرين من المشايخ.
ومنذ حادثة اغتيال وحيد البلعوس، كان أخيه رأفت قد تولى قيادة “الحركة”، وصولاً إلى تسليم هذه العهدة لأبو يحيى الحجار في عام 2017، والذي يقودها حتى الآن.
ويتوزع مقاتلو “رجال الكرامة” في معظم مناطق السويداء، ويسيرون على مبادئ “وحيد البلعوس ونهجه”، حسب ما أشار ذات المصدر في وقت سابق، موضحاً أن “الحركة قادرة حتى الآن أن تمنع سياسة الأفرع الأمنية والاعتقالات ومداهمة المنازل، وتحافظ على التوازن في المحافظة”.
في 4 من يناير / كانون الثاني الحالي، كانت الصفحة الرسمية لـ”رجال الكرامة” قد نشرت تسجيلًا مصوّرًا يظهر قائد الحركة يحيى الحجار يتحدث خلال اجتماع مع وجهاء من بلدة الحضر بريف السويداء، عبر خلاله عن أن الدولة السورية صارت “عدو المواطن”.
وأشار الحجار إلى أن مشروع الحركة لا يزال متمسكاً بوحدة سورية، ورافضاً لمشاريع التقسيم، لافتاً إلى أن “الهوية السورية” تجمع السوريين كافة، لكن “الدولة السورية” لم تعطِ السويداء وجميع السوريين حقوقهم.