قبرص تنقذ 45 سورياً أبحروا بقاربين من طرطوس
أعلنت خدمات الطوارئ القبرصية إنقاذ 45 مهاجراً سورياً من قاربين، بعد تلقيها معلومات تفيد بتعرضهم لصعوبات وسط البحر.
وقال مركز تنسيق البحث والإنقاذ في الجزيرة المتوسطية إنه نفذ عملية قبالة كابو غريكو مساء الخميس تمكن من خلالها نقل 29 رجلاً وخمس نساء و11 طفلاً إلى بر الأمان.
وأوضحت الشرطة حسب ما نقلت وسائل إعلام غربية، اليوم الجمعة، أنهم بصحة جيدة وقد نقلوا إلى مركز استقبال مهاجرين في ضواحي العاصمة نيقوسيا.
وقبض على شخصين عمرهما 20 و18 عاماً للاشتباه في مسؤوليتهما عن إبحار القاربين، ويفترض أن يمثلا أمام المحكمة الجمعة.
وكان الأشخاص الذين أنقذوا مساء الخميس 18 مهاجراً غير نظامي على متن قارب خشبي و27 آخرين على متن قارب مطاطي.
وأفادت الشرطة أنهم انطلقوا من سورية قبل رصدهم قبالة كابو غريكو، قرب منتجع آيا نابا السياحي على الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة.
وأضافت الشرطة أن “المهاجرين قالوا إنهم غادروا ميناء طرطوس السوري يوم الأربعاء ودفع كل منهم 2500 دولار مقابل الرحلة إلى قبرص”.
وتأتي عملية الإنقاذ بعد اعتراض قارب يقل 37 مهاجراً سورياً قبالة كابو غريكو واصطحابه إلى الشاطئ الأربعاء.
كما تأتي بعد أسبوع من غرق قارب يقل قرابة 750 مهاجراً قبالة السواحل اليونانية، ما أسفر عن وفاة المئات منه، دون التأكد عن رقم الضحايا بالتحديد، وبينهم سوريين.
“رحلات تهريب في تصاعد”
وتقول قبرص إنها تتصدر الاتحاد الأوروبي في عدد عمليات إعادة المهاجرين الذين رُفضت طلبات لجوئهم.
وفقاً للإحصاءات الرسمية، وصل 400 من أصل 4792 مهاجراً إلى قبرص حتى الآن هذا العام عن طريق القوارب، وكان جميعهم تقريباً سوريين مغادرين من سورية.
ويمثل ذلك زيادة كبيرة في نسبة المهاجرين الذين وصلوا إلى قبرص عن طريق القوارب، مقارنة بالسنوات السابقة.
وفي العام الماضي وصل 807 مهاجراً من أصل 17،434 مهاجراً عن طريق القوارب، بينما في العام الذي سبق ذلك كان 713 من أصل 11913 وافداً على متن القوارب.
وعلى مدى الأشهر الماضية كانت عمليات تهريب البشر قد تصاعدت من محافظة طرطوس إلى قبرص عبر البحر المتوسط، من خلال شبكات مهربين يتعاملون مع أشخاص متنفذين في مليشيا “الأمن العسكري” التابعة لقوات الأسد، مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 3 آلاف دولار للشخص الواحد.
ودفع ما سبق السلطات القبرصية قبل أكثر من عام لإعلان حالة الطوارئ، في وقت صرّح وزير الداخلية القبرصي المنتهية ولايته، نيكوس نوريس في حديث سابق إن بلاده شهدت موجة يومية من المهاجرين الواصلين إليها بحراً من ميناء طرطوس السوري.
وأضاف في مايو/أيار 2021: “نظراً لهذا الوضع والاكتظاظ في مراكز الاستقبال، أجبرت الحكومة على إعداد بيان خطي للمفوضية الأوروبية”.
وأعلن الوزير القبرصي في بيان موجه إلى المفوضية الأوربية، حينها أن “قبرص تدخل حالة طوارئ فيما يتعلق بالهجرة، ولم تعد تملك الإمكانات لاستقبال مزيد من المهاجرين”.
وطالب “الاتحاد الأوروبي بالمساعدة في إعادة الأشخاص الذين ترفض طلبات لجوئهم في القضايا المرتبطة بدول لا تقيم نيقوسيا معها علاقات ثنائية، على غرار تركيا التي لا تعترف بجمهورية قبرص”.
ومنذ سنوات تحول البحر المتوسط إلى وجهة للكثير من السوريين الراغبين في اللجوء إلى أوروبا، وذلك بعد تشديد دول الاتحاد الأوروبي الإجراءات على حدودها البرية من اليونان، وعقدها اتفاقيات من شأنها الحد من تدفق اللاجئين.
وإلى جانب تسجيل عمليات التهريب من سواحل طرطوس كانت السلطات اللبنانية قد أعلنت، خلال العامين الماضيين، إحباط محاولات عديدة للهجرة غير النظامية إلى قبرص، والتي تصاعدت وتيرتها مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان.